شهدت الانتخابات التركية الحالية تفاعلاً كبيراً من المغردين الإماراتيين والخليجيين والعرب على حد سواء، وفيما عزى الكثير من المراقبين شدة المتابعة العربية لهذه الانتخابات لارتباط نتائجها الشديد بتحديد العديد من المسارات الإقليمية في المنقطة خاصة مع تنامي الدور التركي ومساهمة تركيا بشكل كبير في تخفيف مأساة اللاجئين السوريين في المنطقة.
وذكر مراقبون أن الاهتمام هذا جاء بعد موجات العنف والدكتاتورية التي اجتاحت العالم العربي خاصة بعد الإنقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي على الرئيس محمد مرسي في مصر قبل عامين.
وانقسمت تعليقات المغردين بين مهلل للفوز ومستنكر له، حبث ذكر الناشط الإماراتي حميد النعيمي أن السعودية وقطر هم الأكثر فرحاً بانتصار حزب العدالة والتنمية في الانتخابات. بينما صنف مغردون آخرون الإمارات أنها الأكثر حزناً بسبب هذا الفوز. وأشار النعيمي في تغريدته أيضاً أن الكثير من الصحف الصفراء لن تقوم بتغطية فوز العدالة والتنمية أما إن خسر فسنرى الخبر يتصدر الصحفات الرئيسية على حد وصفه.
في الوقت ذاته استنكر العديد من الناشطون تغطية "سكاي نيوز أرابيك" والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، حيث وصفت الانتخابات بتركيا بأنها "ديمقراطية الدكتاتور". ولم يتواني مغردون من الرد على هذه التغطية بالرد على القناة حيث ذكروا القناة بأنها تبث من أبوظبي حيث يحكم نظام دكتاتوري حسب وصفهم، يمارس أبشع صنوف التعذيب ضد معارضيه السياسيين عدا عن عدم امتلاكه أي نظام سياسي حر أو ديمقراطي بالحد الأدنى حتى.هذا بالإضافة إلى أن تركيا شهدت خلال الفترة الماضية ثلاث انتخابات تشريعية ورئاسية شهد الجميع بنزاهتها وحرية المشاركة فيها.
من جهته ذكر الناشط الإماراتي إبراهيم آل حرم أن من وصفهم بالصهاينة العرب يؤلمهم تطور تركيا ويريدون أن ينقلبوا على ديمقراطيتها مثلما فعلوا بمصر. فقتلوا ودمروا وأفقروا العباد.
وذكر إبراهيم أيضاً أن حزب العدالة والتنمية هو الأقرب لقضايا العرب والمسلمين خاصة السوريين والفلسطينيين والعراقيين، وجميع هؤلاء يتمنون بكل صدق فوزه بالانتخابات.
ومن جهة أخرى، برز تعليق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، المناوئ لانتصار حزب العدالة والتنمية في تركيا بهذه الانتخابات، حيث ادعى خلفان أن فوز أردوغان بهذه الانتخابات يعني أن مصر لا تزال الهدف لخطة التغيير في الشرق الأوسط التي تحدث عنها قائد الاستخبارات الفرنسية.
وأضاف في تغريدة أخرى له أنه لا ينتظر من حزب أردوغان إلا الخراب للوطن العربي، ووصفه بأنه أكبر داعم للإخلال بالوطن العربي، ولكن سرعان ما اصطف المغردون للرد على خلفان، فوصفه أحدهم بالخرفان بسبب تهجمه على تركيا التي تشهد حالة ديمقراطية نادرة في المنطقة، وذكره بأنه على ما يبدو أخطأ التوصيف بين دور الإمارات وتركيا في العالم العربي.
فيما سارع حساب خلفان لحذف تعليقات الجمهور هذه مبقياً على تعليقات خلفان التي يظهر بشكل واضح أنها لا تمت للواقع بصلة، وتنم عن كره يكنه الرجل لحزب العدالة والتنمية وأردوغان ومشروع تركيا الحديثة.
