قضت محكمة إماراتية في الشارقة بصحة نسب فتاة مواطنة تبلغ من العمر 21 عاماً إلى أبأها البيولوجي وهو إماراتي الجنسي تخلى عنها قبل 19 عاماً على اعتبار أنها نقطة سوداء وحيدة في حياته.
وتمكنت الفتاة إثر قرار المحكمة من الحصول على أوراق الثبوتية الخاصة بها والتي تثبت نسبها لوالدها البيولوجي الإماراتي وهو ما سمته بالاعتراف بوجودها على الرغم من محاولات والدها البيولوجي المتكررة للتهرب من مسؤولياته.
ووفق وليد عطايا، فلسطيني الجنسية ومقيم في الدولة منذ 37 عاماً، وهو من احتضن الفتاة بعد أن تخلى عنها والدها، فإن الحكاية تعود إلى بداية صيف 1995 حيث جلب رب عمل وليد الأردني الجنسية طفلة صغيرة مدعياً أنها ابنته وطلب من وليد رعايتها ل 10 أيام فقط.ولم يكن بحوزتها سوى شهادة ميلاد تثبت أنها إماراتية الجنسية.
ومع مرور الأيام يستمر وليد برعاية الفتاة ويستمر رب عمله الأردني بالتهرب عن الإجابة عن والد الفتاة الحقيقي، ليكتشف بعد 5 سنوات أن والد الطفلة هو أحد زملائه في العمل خاصة بعد أن توجه لتسجيل الطفلة في المدارس وهو ما لم يكن متاحاً بسبب عدم امتلاكها لأي من وثائق الثبوتية اللازمة.
ويشير وليد إلى أن الفتاة ولدت من زواج شرعي لزميله الإماراتي قبل أن يتم إشهاره،والمشكلة الأكبر التي واجهته كانت تتعلق بمسألة ذهابها للمدرسة، حيث رفضت المدارس الإبقاء عليها كمستمعة بعد سن السابعة بسبب عدم امتلاكها أي من أوراق الثبوتية.
هذا الأمر دفع وليد للذهاب إلى مركز الشرطة مستخدماً أوراق التطعيم الخاصة بالفتاة لإثبات نسبها لأبيها البيولوجي، حيث قامت الشرطة بعدها بإجبار والدها البيولوجي على اصطحابها معه لمنزله، لتتفاجأ الطفلة لاحقاً برفض أمها البيولوجية لاستقبال الفتاة بالمنزل ليعيدها إلى أحد أصدقائه ومنه إلى منزل وليد مجدداً حيث كما وصفت وجدت حنان الأم ورعاية الأب.
ويوضح وليد أن والد الطفلة البيولوجي اتفق معهم بعد ضغط ونقاش طويل على تقديم شهادة ميلاد مصدقة لها وأن يتابع الإجراءات لاستخراج جواز سفر لها بشرط أن تبقى الفتاة في عهدة وليد وعائلته دون المطالبة بأي نفقة.
ومع مرور الوقت لم يقم والد الطفلة البيولوجي بأي جهد باتجاه الطفلة، ولم يصدر لها جواز سفر أو أوراق ثبوتية حتى، لتستمر معاناة الفتاة حتى العام 2012 والذي تمكن فيه وليد من الحصول على هاتف أحد المسؤولين ومنه قامت الفتاة بالاتصال به وإخباره بالقصة ووعد خيراً بحل هذه المشكلة.
وهنا لتتابع المحكمة سيرها وتقر بصحة النسب بعد مماطلة طويلة من الوالد،و لتقر بصدور جواز سفر وبطاقة هوية للفتاة وبإقرار نفقة شهرية لها من والدها البيولوجي عن كل السنين الماضية.
وأكدت الفتاة أن والدها البيولوجي لم يتواصل معها منذ 3 سنوات رغم إقراره المستمر بأنها انبته، وأكدت في الوقت نفسه رفضها للعيش في فيلته كما عرض مفضلة المكوث مع اسرتها الحقيقية التي احتضنتها ورعتها خير رعاية.