اغتال مسلحون مجهولون بعد ظهر اليوم النقيب الإماراتي هادف حميد الشامسي أحد جنود القوات المسلحة العاملة في عدن. وجاءت الجريمة الإرهابية الجديدة التي تستهدف الوجود الإماراتي في اليمن بصفة عامة وفي عدن بصفة خاصة في منطقة المنصورة أمام مستوصف طبي لتكون أول عملية اغتيال تستهدف القوات الإماراتية بهذه الصورة، إذ كانت تقتصر عمليات الاغتيال في السابق على قادة في المقاومة الشعبية أو موظفين حكوميين يمنيين كبارا.
وأعلنت الإمارات أكثر من مرة توليها ملف الأمن في المدينة وأنها وضعت خطة أمنية مع إرسال مئات من قوات مكافحة الإرهاب إلى عدن وفق ما كشفت عنه مجلة "السياسة" الكويتية مؤخرا. وباشرت أجهزة الأمن اليمنية أعمالها اليوم في عدن وفق ما أكدته صحيفة "الاتحاد" المحلية في عددها اليوم (17|10) وذلك ضمن خطة أمنية شاملة ينخرط فيها جميع مؤسسات الدولة اليمنية العسكرية والمدنية.
وأعلن اليوم رئيس ميناء عدن عن قرب توقيع اتفاقيات بين ميناء عدن وشركة موانئ دبي العالمية لتطوير الميناء بصورة اكثر كفاءة.
وعلى صعيد نشاطات الهلال الأحمر الإماراتي فإنه يقوم بدور إغاثي كبير أشادت به الحكومة الشرعية أكثر من مرة، إذ سبق للهلال الأحمر الإماراتي أن أجرى مسحا لتعداد السكان بغرض حصر الاحتياجات الإنسانية لنحو مليون يمني يعيشون في عدن ومديرياتها الثمان.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة والتضحيات التي ناهزت السبعين شهيدا من قواتنا المسلحة إلا أن هناك من ينظر "بريبة" للدور الإماراتي المتعاظم في المدينة خاصة بعد ما يشاع عن تدخلها في كثير من تسيير شؤون عدن بصورة دفعت "وول ستريت جورنال" إلى وصف القوات الإماراتية إلى أنها الحكم الفعلي في اليمن، كما يرى ناشطون.
وقالت وسائل إعلام يمنية فور الإعلان عن الجريمة الإرهابية أن موظف إغاثة إماراتيا يعمل في الهلال الأحمر الإماراتي تعرض لعملية اغتيال قبل أن تؤكد مصادر إعلامية إماراتية رسمية أن الشهيد هو أحد أفراد قواتنا المسلحة. وترك هذا الاستهداف تساؤلات فيما إذا كان اغتيال الضابط الذي أظهرته الصور بلباس مدني جاء مصادفة أم أن المتورطين في اغتياله كانوا على علم بأنه ضابط من قواتنا المسلحة، وهو الأمر الذي يتطلب تحقيقا معمقا من جانب القوات المسلحة للوقوف على الحقائق واستخلاص العبر.
ويرى الناشطون أن استهداف قواتنا العسكرية أو أي موظفين مدنيين في عدن إنما يعبر عن تدن في أخلاق وسلوك من يرفض الوجود الإماراتي في عدن إذ بإمكانه أن يعبر عن ذلك بوسائل سلمية لا باستهداف الآمنين الذين يدفعون حياتهم ثمن تهور هؤلاء الإرهابيين وتهور كثير من القرارات التي تؤكد تطورات الأحداث ضرورة مراجعتها من جانب صانع القرار الإماراتي الذي لا يزال يرسل المزيد من أبنائنا وقواتنا إلى اليمن دون توفير أمن كامل لهم.