أحدث الأخبار
  • 08:36 . مصدر تركي ينفي نقل مكتب حماس من قطر... المزيد
  • 08:15 . تقرير: حليف ترامب يزور السعودية أملاً في إنعاش التطبيع مع الاحتلال... المزيد
  • 07:35 . القسام تنشر مشاهد لاستهداف قوات الاحتلال في عدة محاور بغزة... المزيد
  • 07:28 . خالد بن محمد يعقد مباحثات رسمية مع الرئيس البرازيلي... المزيد
  • 12:59 . الذهب يرتفع بعد تراجع كبير الأسبوع الماضي... المزيد
  • 12:37 . فرنسا تضرب إيطاليا بالثلاثة وتتصدر مجموعتها في دوري الأمم الأوروبية... المزيد
  • 11:38 . الولايات المتحدة تمنح أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام أسلحتها في ضرب روسيا... المزيد
  • 11:01 . رئيس الدولة يتلقى دعوة لحضور القمة الخليجية في الكويت... المزيد
  • 10:33 . الحوثيون يعلنون مهاجمة مواقع عسكرية إسرائيلية... المزيد
  • 08:07 . أرباح 100 شركة في الإمارات خلال تسعة أشهر ترتفع إلى 192 مليار درهم... المزيد
  • 12:32 . مسؤول إسرائيلي رفيع يزور الإمارات... المزيد
  • 12:24 . دراسة: أبوظبي الأولى على مستوى العرب المطبعين مع الاحتلال... المزيد
  • 10:29 . "الصحفيين الإماراتية": 75% من الأعضاء لم يدفعوا رسوم تجديد اشتراكاتهم... المزيد
  • 10:27 . الشرطة الألمانية تعتقل 111 شخصا مؤقتا خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين... المزيد
  • 09:02 . خمسة تريليونات دولار التحويلات المالية في الدولة خلال عام... المزيد
  • 07:57 . البابا فرنسيس يقترح إجراء دراسة دولية حول جرائم الإبادة في غزة... المزيد

الاحتفاء بلغة الضاد

الكـاتب : نورة السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

نورة السويدي

لا يزال دارسو فلسفات الحضارات على مرّ التاريخ، يؤكدون أن لغة الإنسان في عمومها هي أعظم معجزات الفكر الإنساني، هذا في إطارها الكبير، وفي إطارها الخاص هي الحصن الثقافي الذي تلوذ به الأمم وتصون من خلاله هويتها، وترسم معالم حضارتها، وتنقل عبر أوعيتها إرثها الإنساني لأجيال أبنائها وإلى أقطار الدنيا كلها..

ولغتنا العربية لها من الرصيد الإنساني الحافل على مر الزمان، ما لا ينكره منصف، ولها من المساحة والمرونة الشاسعة ما مكنها من احتواء أعمق وأدق العلوم وأرحب وأرق التعابير، وأسمى وأرهف المشاعر الإنسانية، وهي لغة القرآن الكريم ورسالة الإعجاز الخاتمة الباقية.

ومن هنا غيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على اللغة وواقعها ومصيرها ومستقبلها، فاستنهض الهمم لحراستها واحتفى بأربابها، وجمع مفكريها والقائمين عليها تحت قبة رعايته الكريمة، ليعملوا معاً من محيط الوطن العربي إلى خليجه، ويضعوا استراتيجية تعيد للغة الضاد ألقها، وتضخ دماء الحياة في عروقها حتى لا تفقد بريقها في زحمة اللغات والمتغيرات.

كما أطلق سموه جائزة محمد بن راشد العالمية للغة العربية، متضمنة مجالات التعليم والإعلام والتعريب والتكنولوجيا وحفظ ونشر التراث اللغوي العربي، ومركزة على التجارب المبدعة والناجحة في مجال تعليم اللغة العربية للأجيال الجديدة، والبرامج الإعلامية المتميزة والأبحاث العلمية المفيدة، وذلك لجمع أفضل هذه التجارب والخبرات وتوفيرها لكل من يريد المساهمة في خدمة لغة القرآن، وتوّجها بتأكيده أن «لغة القرآن محفوظة بحفظ الله لها.. وهدفنا من إطلاق هذه الجائزة هو خدمتها وتمكينها والإسهام في نشرها والاحتفاء بالمبدعين من أبنائها». كما شهد سموه انطلاق فعاليات مؤتمر اللغة العربية، الذي حمل رسالة مفادها الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي.

وقبل عامين، وبتوجيهات كريمة من سموه أيضاً، تم إعلان تشكيل لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، خلال الجلسة الأولى لمجلس محمد بن راشد للسياسات. وجاء الإعلان ضمن منظومة متكاملة من المبادرات الهادفة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في الدولة، وجعل الإمارات مركزاً للامتياز فيها، باعتبارها أداة رئيسية لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال القادمة.

دلالات واضحة ا مجرد إشارات عابرة، تظهر وتؤكد حجم الاهتمام الذي يوليه سموه للغة الضاد؛ حاضنة الإرث العربي الإنساني، ومقدار الهاجس الذي يشغل باله أمام تصدع بنيانها لدى الأجيال الناشئة من أبنائنا، والخطر الذي يتربص بهويتنا ومستقبل حضارتنا إذا استمر هذا الإعراض عن أخذ لغتنا الأم بقوة.

لن نستطيع أن نعالج مشكلتنا مع اللغة العربية إذا كنا سنغمض أعيننا عن ظاهرة تراجع أولويتها لدى شبابنا، ولن نقدم تصوراً حقيقياً لواقعها ومستقبلها إذا لم نقف على أدق أسباب تراجع الاهتمام بها إلى مراتب متأخرة في جدول اهتمام الشباب، فضلاً عن أن يجدوا الحافز الأسري أو الاجتماعي للأخذ بزمامها. المبادرات المسكونة بهاجس اللغة وحراستها، لا بد لها من أبناء مخلصين يترجمونها واقعاً وممارسة، في المدارس والمنابر والبيوت والمؤسسات والمجتمع، من منطلق الاعتزاز والاعتداد بها، كونها حاضنة هويتنا، ووعاء حضارتنا، وحاملة لأعظم رسائل السماء إلى أهل الأرض.

لا بد من وقفة جادة حقيقية أمام مشكلة تراجع اللغة العربية بين أبنائها، مع يقيننا بأن القوة الذاتية في اللغة العربية محروسة بحفظ القرآن الكريم لها، لكننا إن تجاهلناها لغةً للحضارة ونافذة للإنسانية، سنخسر نحن وتبقى العربية شامخة تنتظر أبناءها.