أظهر خبراء مختصون توقهاتهم باختفاء الشكل التقليدي من خدمات البريد العادية خلال السنوات المقبلة، خاصة مع الطفرة الهائلة و التقدم العلمي و التكنولوجي على مختلف الأصعدة، ما جعل بدائل التواصل أكثر و أدى إلى تراجع استخدام خدمات البريد التقليدية في العالم كله.
و لمجاراة الحدث، أظهرت مجموعة بريد الإمارات نيتها على تطوير خدماتها و تحسين خططها لتلائم التقدم العلمي الواسع الحاصل على مختلف الأصعدة و تتمكن من مجاراة وسائل التواصل المختلفة.
و بينت مجموعة الإمارات أن استراتيجيتها تعتمد أربعة محاور مختلفة، تهدف إلى المحافظة على سير خدمات البريد و عدم الاستغناء عنها عن طريق تطويرها و تعزيزها و إضافة الميزات المناسبة لها.
يتمثل المحور الأول من هذه الاستراتيجية في دخول بريد الإمارات بشراكات استراتيجية مع الجهات المسؤولة عن المبادرات و الخدمات الإلكترونية و الذكية في الدولة، كاتفاق بريد الإمارات مع هيئية الإمارات للهوية و التي تقضي بتوصيل البريد لبطاقات الهويات حسب أماكن الجمهور.
أما المحور الثاني فيعتمد على عقد شراكات استراتيجية مع جهات و شركات التجارة الإلكترونية التي تستحوذ على حصص كبيرة من حركة التجارة عالمياً أو في سوق الإمارات تحديداً، حيث يمتلك بريد الإمارات أسطولاً كبيراً من خدمات التوصيل، ما يعني عدم الحاجة إلى إضافة ميزانية استثمارية كبيرة لاستغلال هذا الأسطول في خدمة توصيل الطرود و البضائع لعمليات الشراء الإلكترونية.
و يتمثل المحور الثالث في التوجه إلى الخدمات المالية الإلكترونية، فشبكة البريد العالمية تعد أكبر وأضخم شبكة عالمية منظمة وقائمة على ترابط معلوماتي واسع، ومنصات خدمة متصلة بالكامل في دول العالم أجمع، ما يؤهلها إلى تقديم خدمات تحويل الأموال والدفع الإلكتروني بكفاءة تنافس المؤسسات العالمية.
و كانت مجموعة بريد الإمارات قد اقترحت على منظمة و شبكة البريد العالمية ضرورة تحويل نظم رسائل البريد التقليدية الواقعية إلى المفهوم الإلكتروني المدمج، عبر الاتجاه لخدمات الفواتير الإلكترونية التفاعلية، التي تغني العميل عن استقبال المعاملات الورقية.ليشكل هذا الاقتراح المحور الرابع من استراتيجية تطوير بريد الإمارات و خدماته المختلفة.