أحدث الأخبار
  • 11:14 . الرئيس الصيني يصل المغرب في زيارة "قصيرة"... المزيد
  • 11:13 . الشيوخ الأمريكي يرفض مطالبات منع بيع أسلحة للإحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:12 . "الخليج للملاحة": صفقة استحواذ بروج للطاقة لا تزال قيد الدراسة... المزيد
  • 11:11 . النفط يرتفع وسط مخاوف بشأن الإمدادات جراء احتدام الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:11 . الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام... المزيد
  • 11:11 . مساء اليوم.. الوحدة يواجه الوصل والشارقة يستضيف منافسه النصر... المزيد
  • 11:09 . أوروبا تدعو لاحترام قرار اعتقال نتنياهو وواشنطن ترفض... المزيد
  • 11:07 . الخطوط البريطانية تتراجع عن قرار إلغاء رحلاتها للبحرين... المزيد
  • 11:06 . واشنطن تقول أنها “لا تسعى إلى حرب” مع روسيا... المزيد
  • 11:05 . عمدة ديربورن الأمريكية يقول إنه سيعتقل نتنياهو إذا "أتيحت له الفرصة"... المزيد
  • 10:18 . المدعي العام للجنائية الدولية يحث كل الدول على التعاون بشأن مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت... المزيد
  • 10:11 . ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو؟... المزيد
  • 09:09 . أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح... المزيد
  • 07:49 . مقتل العشرات في هجوم مسلح على حافلات ركاب شمال باكستان... المزيد
  • 07:26 . رايتس ووتش تدين قرار واشنطن تزويد كييف بالألغام الأرضية... المزيد
  • 06:39 . عبدالله بن زايد وبلينكن يبحثان الأوضاع في غزة ولبنان... المزيد

تحية لعظمة المرأة الإماراتية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

هي وحدها دون الخلق، دون الجميع، تصنع الفرق حيثما كانت ووجدت، لا تؤمن بمنطق «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن»؛ لأنها عجنت من طين مقاوم لليأس وصانع حقيقي للشهقة البكر والنظرة البكر والحياة في أقوى تجلياتها.

فإن حاذى الجميع الألم وتحاشوه وتهيبوه وخاصموه تلفعت هي بصبرها، وخاضت الألم حتى نهاياته، صامتة كجبل وباذخة كبهاء قديسة.

إنها حين تنتمي برضا إلى الرجل، حين يكون أباً أو أخاً أو زوجاً، فإنها لا تعبر عن ضعف أو استسلام أو قبول بالدونية، لكنها تعبر عن إيمان حاسم بمنطق الشاعر القائل: «تجري الرياح كما تجري سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن».

فما يضر البحر شهرة السفن ولا يضيره سطوة الريح، فالبحر سيد بلا منازع، يتمدد بعنفوان ساطع على كل جهات الأرض، كم تبدو عظيمة المرأة في كل تجلياتها وأدوارها: أماً، وأختاً، وابنة، وزوجة، وكم منحت ولا تزال هذه المرأة الرجل تلك السكينة التي ينشدها، والمحبة التي لا تتم حياته من دونها، وامتداد الحياة الذي تتمحور حياته فيه، وذلك المجد الذي لا يناله أحياناً إلا من خلالها حتى وإنْ غادرت الحياة، لذا يبدو غريباً جداً على القلب والأذن كل حديث عن إهانة المرأة، وتعنيف المرأة، واستغلال المرأة وتوظيف المرأة و«تشييئ» المرأة (جعلها شيئاً لا قيمة له)، فحق على من يفعل ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».

حينما يتم تكريم الموظفين والمتميزين والمتفوقين، فإن الأمر يبدو عادياً ومما ألفه الناس في هذا الزمان، ذلك أن لكل مجتهد نصيباً، وهو منطق إداري في التحفيز واستنهاض الهمم، لكن حينما تكرم نساء لسن من هذا النوع من مشاهير العمل والفن والأدب، ممن نعرفهن بأسمائهن ووجوههن، هؤلاء النساء اللواتي حفرن في ذاكرة الوطن ذاكرة لن تمحوها الأيام بما قدمن من خدمات ومواقف، فإن الإنسان يقف لهن احتراماً ويقف إعزازاً وفخراً بهذا الوطن الذي يكرم هؤلاء النساء ممن لن تظهر صورهن ولا ألوان ثيابهن يوماً على صفحات المجلات النسائية البراقة ولا على شاشات التلفزة اللامعة، هؤلاء صنف من النساء يطير القلب فرحاً بهن، ويطير الوطن إيماناً بوجودهن، ويمشي الرجال فخراً تحت أسمائهن.

في حفل توزيع جائزة أبوظبي التي منحت لأكثر الأشخاص استحقاقاً ممن رشحهم أفراد المجتمع لنيل الجائزة تقديراً لأدوارهم ومواقفهم وخدماتهم وأثرهم في المجتمع وفيمن حولهم، منحت إحدى الجوائز لسيدة لم نعرف من خلال الحفل سوى اسمها وما كانت تزاوله من خدمات جليلة لمن حولها، لكن الذي لفت الأنظار كان دعوة ابنها لتسلم الجائزة نيابة عن والدته، كان الابن فخوراً وسعيداً بالموقف وبالجائزة، خاصة نحن نتحدث عن مجتمع محافظ جداً وعقلية قبلية صرفة، تكونت لدينا عبر الزمن صورة نمطية متداولة في طريقة ودرجة تعاطيها مع المرأة، وعلو مكانتها وذكر اسمها على رؤوس الأشهاد، وأظن أن جزءاً كبيراً من تلك الصورة، إما أن يكون مغلوطاً أو مبالغاً فيه أو تغير عبر أزمنة التغيير وسنوات التنمية التي مر بها المجتمع في الإمارات.

أيتها المرأة العظيمة في الإمارات: أنت عظيمة على الدوام، ولولا عظمتك وعلو همتك ما احتملت ذلك النوع القاسي من الحياة في سنوات الكفاف قديماً، ولما صبرت وكافحت، وبإيمانك صنعت حياتك وحياة من حولك، مستنبتة من العدم خيوط ضياء وأمل وحياة، نسجت ثوب اليوم الذي نرفل فيه جميعاً بكامل بهائه.