رغم المخاوف من خطر تقدم تنظيم "داعش" من غربي العراق، والتداعيات التي أعقبت مشاركة الأردن في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تواجه عمّان أزمة من تيار مختلف تماماً عمن تحاربه، بعد إحباط السلطات لمخطط تفجير بـ 45 كغم من مادة الـ (RDX)، شديدة الانفجار كانت مخبأة في منطقة ثغرة عصفور شمالي المملكة.
لم يكن المتهم العراقي خالد كاظم جاسم الربيعي، النرويجي الجنسية، منتمياً لتنظيم "الدولة" أو غيرها من التنظيمات المتشددة، بل ثبت حسبما نشرت صحف أردنية أنه مجند من المخابرات الإيرانية؛ وعمل في محطات التنصت التابعة للحرس الثوري الإيراني بهدف التنصت على الوحدات العسكرية العراقية، لكونه يجيد اللغتين العربية والفارسية.
وقد ألقت السلطات الأردنية القبض على المتهم في (3|4) الماضي، إلا أنه لم يصدر عن الحكومة أي بيان يتبنى اتهامات رسمية للجانب الإيراني، كما أنها أعلنت عن الحادثة بعد ثلاثة أشهر من إحباط العملية.
أما وزارة الخارجية الإيرانية فقد تجنبت هي الأخرى التحدث كطرف متهم، وأصدرت تصريحاً نقلته وكالة أنباء فارس الرسمية ينفي جملة وتفصيلاً ما ورد في "صحيفة أردنية" بخصوص القضية.
نشاط إيراني مشبوه بالأردن
نتائج التحقيقات الأردنية مع المتهم، التي نشرتها صحيفة "الرأي" الرسمية، أشارت إلى أنه كلف إيرانياً بتشكيل ثكنات إيرانية وخلايا نائمة في البلاد من شأنها تفجير الوضع في أي وقت قد تختاره إيران.
ويبدو أن هذه الحادثة ستلقي بظلالها على مستقبل العلاقات الأردنية الإيرانية، في وقت تشارك فيه الأردن بتحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية ضد مليشيا الحوثي في اليمن، التي تتلقى دعماً عسكريا وسياسيا وإعلاميا من طهران، التي ترسل مطالباتها المستمرة بوقف غارات التحالف واللجوء لحل آخر.
فيما سيتأثر بزيادة الضغط الأمني الذي يزيد مخاطره سيطرة "الدولة" على مناطق محاذية لحدوده، ويشهد شماله معارك طاحنة في مدينة درعا السورية المحاذية، بين قوات المعارضة السورية ونظام بشار الأسد المدعوم هو الآخر من طهران.