أحدث الأخبار
  • 11:31 . إيران تنفي لقاء سفيرها لدى الأمم المتحدة مع إيلون ماسك... المزيد
  • 11:10 . ماكرون يزور السعودية مطلع ديسمبر المقبل... المزيد
  • 10:52 . التحويلات المالية في الإمارات تبلغ 18.6 تريليون درهم خلال عام... المزيد
  • 10:49 . ولي عهد أبوظبي يزور البرازيل للمشاركة في قمة الـ20... المزيد
  • 10:29 . دراسة: تلوث الهواء يرفع معدلات الإصابة بسرطان الرأس والعنق... المزيد
  • 10:24 . الحوثيون يعلنون مهاجمة "هدف حيوي" بميناء إيلات على البحر الأحمر... المزيد
  • 08:30 . جيش الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة الغربية ويشتبك مع مقاومين... المزيد
  • 08:27 . الإمارات تعلن تطوير أول أداة ChatGPT في العالم للمجتمع الزراعي... المزيد
  • 08:26 . هولندا تلحق بالمتأهلين لربع نهائي دوري أمم أوروبا بفوزها على المجر... المزيد
  • 08:10 . سقوط قنبلتين مضيئتين في محيط منزل نتنياهو... المزيد
  • 11:22 . مسلمون انتخبوا ترامب يشعرون بالانزعاج لاختياره مؤيدين لـ"إسرائيل" في إدارته... المزيد
  • 10:04 . "رويترز": الإمارات والصين قد تخفضان واردات مُكَثَّفات النفط الإيرانية إذا شدد ترامب العقوبات... المزيد
  • 08:06 . الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة في مخيم الشاطئ غربي غزة... المزيد
  • 07:26 . مركز حقوقي يدعو المجتمع الدولي والمنظمات للتدخل العاجل لضمان حقوق "المعتقلين المسنين" في سجون أبوظبي... المزيد
  • 06:56 . "مصدر" توقع اتفاقية لشراء الطاقة مع كازاخستان... المزيد
  • 12:43 . غارات إسرائيلية مكثفة على لبنان وحزب الله يهاجم نهاريا... المزيد

لماذا تفضل قاعدة السعودية «داعش»؟

الكـاتب : جمال خاشقجي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

جمال خاشقجي

منذ 2003 والسعودية تعاني من «القاعدة»، فما الجديد والمهم في بيان وزارة الداخلية عن تفكيك تنظيم إرهابي جديد الثلثاء الماضي؟ أولاً إنه «تنظيم» وليس مجرد خلايا نائمة كما وصف الأمن السعودي شبكات عدة كشف عنها أكثر من مرة وهو يلاحق التنظيم الأم الذي ضرب ضربته الأولى في مثل هذا الشهر بالعاصمة السعودية الرياض قبل 11 عاماً، واستمر نشاطه قتلاً وتفجيراً بضعة أعوام بعدها حتى خبا نجمه بعد 2006، مع محاولات مستميتة منه بعدها لإثبات وجوده، بعمليات اغتيال أو التخطيط لتفجيرات فشل معظمها، وفككت خلاياها حتى اضطر أنصاره للفرار خارج المملكة، خصوصاً إلى اليمن. 

ثانياً، إنّ له «أميراً» تلقى البيعة من أتباعه وفق بيان الداخلية، ولكن لم يكشف عن هوية الأمير الذي تم القبض عليه من دون مقاومة، هل هو «شيخ» بخلفية شرعية أم مجرد شاب مقاتل مجهول؟ ولكننا نعرف توجه التنظيم، فهو مرتبط بـ «داعش»، ذلك التنظيم الممتد من العراق إلى سورية باسم «دولة العراق والشام الإسلامية»، وبالتالي فهو تنظيم تكفيري شديد التطرف، إنه «القاعدة» في تحولها إلى الأسوأ، وهي غير «القاعدة» الأصلية التي تقل عنه تكفيراً وتطرفاً، وليس هذا مديحاً لها أو تقليلاً من شرها، ولكنه شرح ضروري للتفريق بينهما حتى نتمكن يوماً من اقتلاعهما معاً فكراً وتنظيماً من محيطنا العربي المسلم. 

ويبقى السؤال مشروعاً حول الأسباب التي دعت هذا التنظيم الناشئ إلى الارتباط بـ «داعش» بينما هناك اختيار آخر هو «جبهة النصرة» المحسوبة على «القاعدة» أيضاً، وحصلت على رضا زعيم التنظيم الدولي أيمن الظواهري وقبوله، وهو تنظيم متطرف ولكن يمكن وصفه بأنه «قاعدة على خفيف»، فهل السبب أن «داعش» أفضل تنظيماً وأنشط دولياً ومحلياً وله بنية تحتية أقدر على التجنيد ونقل المتطوعين إلى سورية والعراق؟ أم إن مدرسة القاعدة السعودية أقرب إلى منهجها التكفيري من «النصرة» التي تتحول تدريجاً إلى تنظيم جهادي يركز على محاربة النظام السوري ومستعد للتعاون مع فصائل المقاومة الأخرى، خصوصاً الإسلامية منها، ويؤخر مثلها موقفه الرافض الديموقراطية؟ ويبدو أن ذلك مع العمليات الانتحارية آخر ما تبقى له من صفات تجمعه بـ «القاعدة». 

في بداية نشاط «القاعدة» في المملكة، لوحظ أنها استهدفت فقط المجمعات السكنية التي يقطنها أجانب، فاعتقد البعض أنها لا تكفّر عموم المسلمين، وأن فعلها هذا إرهاب سياسي للضغط على الحكومة، ولكنها ما لبثت أن شرعت في استهداف رجال الأمن، وأفتى «شيوخها» بجواز ذلك، وبلغ ذلك مداه بعملية انتحارية استهدفت إدارة المرور بالرياض قتل فيها 5 سعوديين في أيار (مايو) 2004، تلتها بأشهر عدة محاولة فاشلة لاقتحام وزارة الداخلية، ما يعني أن «التكفير» كان حاضراً وبقوة في ذهن أصحاب هذا وهم يسعون إلى قتل مسلمين سعوديين مثلهم، إنها الحال الذهنية نفسها التي تعيشها «داعش» في العراق وهي تقاتل «الصحوات»، وتلك في سورية التي تقاتل وتعدم المقاتلين الأسرى حتى لو كانوا من «شقيقتها» جبهة النصرة. 

إن إصرار قاعدة السعودية على تفضيل «داعش» على رغم كل الشبهات التي تدور حولها، وأنها مخترقة ولا تقاتل النظا السووري، لافت للنظر، على رغم أن هذه الشبهات لا تصدر فقط عن مسؤولين وإعلاميين سعوديين ينظرون إليهم شذراً وأنهم تبع للنظام وأبواق مأجورة، وإنما من «جهاديين» مثلهم وشيوخ يتعرض بعضهم لسيل من الاتهامات من إعلاميين وكتّاب محليين في إطار صراع التيارات النشط في البلاد هذه الأيام. إن جولة سريعة في شبكات الإعلام الاجتماعي «التي ساعدت الداخلية أيضاً في تتبع خيوط التنظيم» تكشف عن جدل جارٍ بين «رفقاء السلاح وإخوان العقيدة»، وتبادل قبيح للاتهامات يصل حد التكفير والتخوين بل والقتل أيضاً، فما أكثر من قتل من الجهاديين واستعرضت «داعش» في شكل مقزز رؤوسهم المقطوعة، ولعل ذلك يشرح ما جاء في بيان الداخلية السعودية عن أن التنظيم كان يهدف إلى اغتيال «شخصيات تعمل في مجال الدعوة» فمن هي هذه الشخصيات؟ إن معرفتها والسماع منها يسمح لنا بتقرير ما إذا كانت هي حرب تصفيات مقبلة بين تنظيمات متطرفة، أم إنها حرب التطرف على الوسطية التي هي السد الفكري لمنع استشراء هذا الوباء. 

الملاحظة الأخيرة والمهمة، هي أن التنظيم جمع 900 ألف ريال فقط، وهذا خبر طيب، بالمقارنة مع الأخبار السيئة السابقة الذكر، فهذا المبلغ متواضع جداً لمهمات تنظيم يريد إعلان الجهاد على الدولة والمجتمع والالتحام بدولته الإسلامية المزعومة شمالاً، ما يعني أن إجراءات الداخلية ناجعة، ووعي المواطنين ارتفع، وأذكّر برقم قديم كشفت عنه وزارة الداخلية خلال أعوام المواجهة الأولى، إذ زاد ما صادرته منهم على 70 مليون ريال، ما يثبت أننا نحقق انتصارات أمنية عليها، ولكن لا نزال نخسر معركتنا الفكرية معها.