استطاع الفريق الطبي في مركز القلب في مستشفى القاسمي بالشارقة برئاسة الدكتور عارف النورياني، يوم الإثنين الماضي، إنقاذ حياة مريض إماراتي يبلغ من العمر 21 عاما بمعجزة طبية بعد زراعة أول " قلب صناعي " في الإمارات، حيث تم زرع مضخة صناعية مساندة للبطين الأيسر للقلب.
هذا وحوّل أحد المستشفيات المريض الذي يدرس في جامعة الشارقة، إلى مستشفى القاسمي في الشارقة بتاريخ 11 يونيو الجاري والذي كان يشكو من ضعف في عضلة القلب، في حالة سيئة للغاية نتيجة فشل تام في العضلة، وبنسبة ضخ لا تتجاوز 10% وفشل كبدي وكلوي، بينما كان ملازماً لفراش المستشفى يتلقى علاجاً دوائياً ومغذيات طيلة 3 أسابيع ماضية.
وذكر المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي في الشارقة واستشاري أمراض القلب، الدكتور عارف النورياني ،
أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم للإعلان عن العملية : " عند وصول المريض تبين أن الحالة متقدمة جداً، وكان هناك سباق مع الزمن لاتخاذ ما هو ممكن لإنقاذ حياته، وهو في حالة متدهورة للغاية وكان خيار السفر صعباً نسبيا خاصة لضيق الوقت وصعوبة نقله وما يترتب عليه من مخاطر، وكان القرار بزراعة القلب أو المضخة الصناعية بأسرع وقت إلى حين زراعة قلب في وقت لاحق".
وأضاف الإستشاري النورياني: "و بناء على ذلك باشر الفريق الطبي في مركز القلب في مستشفى القاسمي باتخاذ التدابير اللازمة والمكثفة وبالتنسيق مع فريق من الخبراء من ألمانيا للقيام بالعملية في غضون أيام معدودة "، مضيفاً أن المريض كان قد تعرض لتوقف في عضلة القلب أثناء ذلك مما توجب إجراء إنعاش قلبي له ووضعه على مضخة قلب صناعية خارجية موقتة إلى حين وصول فريق الخبراء.
وبشكل ناجد أكد وبعد أن بدأ اليأس بعودة المريض إلى الحياة، استفاق تدريجياً وأكد الفريق الطبي أنه تم إجراء العملية يوم الإثنين الماضي، وبشكل ناجح وبعد أقل من 48 ساعة، أفاق المريض وبدا في حالة صحية جيدة وبتحسن تدريجي وفي وعي كامل.
واستعرض النورياني مواصفات المضخة (القلب الاصطناعي) الحاصلة على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية منذ عام 2012، وهي عبارة عن جهاز للاستخدام كجسر حتى موعد زراعة القلب ويتكون من جزء صغير لا يتجاوز قبضة اليد، تتم زراعته في البطين الأيسر يمرر الدم من خلال عملية جراحية بعدها يتم إيصال سلك رفيع شاحن متصل ببطاريات خارجية قابلة للشحن من خلال فتحة بسيطة في أعلى البطن، يستطيع المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي والخروج من المستشفى بعد ذلك.
وقال إن وزن البطاريات حوالى 1,5 كيلوغرام وتستمر لمدة 12 ساعة علماً بأن شحن البطاريات ممكن من خلال أي منفذ كهربائي او حتى بطارية السيارة. وملحق جهاز لوحي كمبيوتر خارجي تظهر عليها كل المعلومات اللازمة لاطلاع المريض على حالة المضخة ووظيفتها واطلاعه على عمل المضخة بشكل متواصل.
وفي سياق متصل أشاد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بجهود فريق العمل في وزارة الصحة، لنجاحهم بأول عملية زراعة قلب صناعي في الإمارات أنقذت حياة شاب مواطن عمره 21 سنة.
وذكر الشيخ بن راشد عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر " أبارك لفريق العمل بوزارة الصحة نجاحهم بأول عملية زراعة قلب صناعي في الإمارات، والتي أنقذت حياة شاب إماراتي عمره 21 سنة ".
و أرفق مع التغريدة صورة لطاقم العمل أثناء إجراء العمل الجراحي الأول لزراعة قلب صناعي في الإمارات.
وعبر بن راشد عن فخره بالدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي في الشارقة، وفريق مركز القلب في مستشفى القاسمي، مؤكدا أن دعم القطاع الصحي يأتي على رأس أولويات القيادة الرشيدة وصولا لأفضل المستويات العالمية.