قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن وكالة الاستخبارات المركزية لم تستطيع الرد على الانتقادات التي وجهها "مايكل موريل" نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق حول فشلهم بالتنبؤ بالربيع العربي وتقدير قوة تنظيم القاعدة.
وزعم المسؤولون أن سرعة الأحداث لم تتح الفرصة أمام الخبراء لتحليل الأحداث ونتائجها بصورة سليمة، موضحة أن كتابا سيصدره "موريل" يحتوي على فصل عن "الربيع العربي" يقدم تفاصيل جديدة حول جهود الولايات المتحدة الفاشلة في التأثير على نتائج الثورة في مصر وبلدان أخرى من خلال محادثات عبر قنوات اتصال سرية.
وقال "موريل" إنه كان قناة الاتصال بين إدارة "أوباما" و"عمر سليمان" رئيس المخابرات المصرية في عهد "مبارك"، حيث بدأت هذه المناقشات بعد أن تم الاتصال بـ"موريل" من قبل مدير سابق في جهاز المخابرات المركزية الأمريكية الذي أشار إلى أن رئيس المخابرات المصرية "عمر سليمان" كان يطلب توجيهات ونصائح من الولايات المتحدة، وعبر مكالمة هاتفية، رفض "موريل" تحديد هوية المدير السابق في الوكالة الذي اتصل به أو رجل الأعمال الأمريكي الذي نقل الرسائل إلى "سليمان".
ويضيف "موريل" أنه نقل هذه الرسائل، بما في ذلك رسالة تطالب "سليمان" بإقناع "مبارك" لإلقاء خطاب يقول فيه إنه سيتنحى عن منصبه ويعين مجلسا انتقاليا، كجزء من محاولة أخيرة لتحقيق انتقال سلمي للسلطة. وتلفت "واشنطن بوست" إلى أن من كتب هذه الرسالة "دنيس ماكدونو" مستشار البيت الأبيض آنذاك، وفقا لما ذكره "موريل" ووافق عليها كبار المسؤولين في فريق الأمن القومي للرئيس "أوباما".
وأضاف "موريل": "في وقت لاحق، هاتفني المسؤول مرة أخرى وقال لي إن سليمان لم يستلم الرسالة، ولكنه أقنع مبارك بتوضيح هذه النقاط في خطابه"، ولكن، في ظل مشاهدة مسؤولي البيت الأبيض لخطاب مبارك في 1 فبراير 2011، "أصبح من الواضح أن مبارك كان متجها في اتجاه مختلف عن النقاط التي تحدث عنها سليمان"، وبدلا من ذلك، حاول مبارك التمسك بالسلطة، وبعد عشرة أيام، أجبر على التنحي وهي الخطوة التي أعلن عنها "سليمان" وسط ضغوط من القيادة العسكرية للبلاد.