شهد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، افتتاح فعاليات منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في فندق سانت ريجيس أبوظبي، بحضور أكثر من 350 فقيها من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى 60 متحدثاً يثرون جلسات المنتدى على مدار 3 أيام.
وأكد الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أهمية تجديد الخطاب الديني والتركيز على قيم السلم والتسامح والمحبة والحوار، التي جاء بها الدين الإسلامي والعمل على نشرها بين الأمم، مشيراً إلى أهمية نزول علماء الدين إلى الميدان وأرض الواقع "لتبيان الأدلة الصحيحة لهذا الدين ونقض كل التأويلات المغلوطة والتفسيرات المحرفة التي تشكل غطاءً للتطرف والعنف بكل أشكاله"، على حد قوله.
من جانبه، قال أحمد الطيب شيخ الأزهر إن غاية المنتدى هي إعادة الكشف عن ثقافة السلم في أصول الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن هذه الثقافة هي من أنبل الغايات التي يجب أن ينكب عليها جهد وكتابات أهل الاختصاص والفقه.
وعبر شيخ الأزهر عن أسفه للتشوهات والتجنيات التي طالت التعاليم الإسلامية والتي أدت إلى تحول السلاح في يد جماعة من المسلمين ليصوب نحو صدور أهلهم بدلاً من الأعداء، لافتاً إلى أن الإسلام ما كان لينتشر من شرق الأرض إلى مغربها لولا ارتكازه في الأصل على السلام بين الناس.
يشار أن شيخ الأزهر أصدر بيانا رسميا في يونيو 2012 رفض فيه توصيف الخارجين على الحاكم بالكفر مكتفيا بوصفهم بالعصاة، واصفًا العنف والخروج المسلح على الحاكم بأنه "معصية كبيرة ارتكبها الخوارج ضد الخُلفاء الراشدين ولكنَّهم لم يَكفُروا ولم يخرجوا من الإسلام". وأكد أن مواجهة هذه المعارضة ليس لأنها معارضة وإنما لأنها استخدمت السلاح فقط. وخلص قائلاً: "هذا هو الحُكمُ الشرعي الذي يُجمع عليه أهل السُنَّة والجماعة" على حد قوله. ولكن شيخ الأزهر طالب بمواجهة من وصفهم "التكفيرين" والإرهابيين" بمختلف الوسائل حتى ولو كانون سلميين بذريعة "مواجهة الفكر الضال" وهي العبارة التي تطلقها وسائل إعلام مصرية وإماراتية على الإسلام الوسطي وكل فكر يخالف السلطات.