أحدث الأخبار
  • 12:56 . ترامب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثا خاصا لأوكرانيا... المزيد
  • 12:31 . إصابة كوادر طبية ومرضى باستهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لمستشفى في غزة... المزيد
  • 11:51 . إعلام عبري: انتحار ستة جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة في غزة ولبنان... المزيد
  • 11:28 . الشارقة يستعيد صدارة الدوري وتعادل مثير بين الوحدة والوصل... المزيد
  • 11:02 . جوارديولا يمدد عقده مع مانشستر سيتي لمدة عامين... المزيد
  • 10:59 . القادسية يقلب الطاولة على النصر ويجرعه الخسارة الأولى في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:56 . وصول أربع قوافل مساعدات إماراتية إلى غزة... المزيد
  • 10:47 . الرئيس الإندونيسي يصل أبوظبي في "زيارة دولة"... المزيد
  • 10:33 . "أدنوك" تدرس بيع حصة بشركة الغاز التابعة لها... المزيد
  • 10:29 . أمريكا تحقق في صلة بنك "جيه.بي.مورغان" بصندوق تَحَوُّط في الإمارات يُسوِّق النفط الإيراني... المزيد
  • 10:26 . تقرير: أبوظبي دربت قوات "الدعم السريع" بذريعة القتال في اليمن... المزيد
  • 11:07 . الكويت تسحب الجنسية من 1647 شخصا... المزيد
  • 11:05 . "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" الصيني يتعاونان بمجال الطاقة المتجددة... المزيد
  • 11:04 . أبوظبي تنفي تمويل مشروع إسرائيلي للمساعدات في غزة... المزيد
  • 08:39 . بلجيكا: سنعتقل نتنياهو إذا جاء لأراضينا... المزيد
  • 08:38 . الإمارات وألبانيا تطلقان لجنة اقتصادية مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار... المزيد

الرواية التاريخية والنقاد

الكـاتب : ريم الكمالي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

نقاد العالم حتى هذه اللحظة يرفضون الرواية التاريخية، متعللين أن التاريخ ثابت بلا خيال.. بل إن الواقعة قد انتهت، فما الذي يمكن إضافته في الرواية كحدثٍ منتهٍ!

لكن هذه المادة التاريخية التي كُتبت كخبر بارد بين السطور في كتب التاريخ، ألا تحتاج خطاباً شاعرياً ملهماً لاستعادة تلك القيمة المنسية من المشاعر؟ ألا تستحق إعادتها كعبرة وكقيمة بتطلعات معاصرة؟

أرفض تقديس الماضي، لكن تفكيك الحوادث الماضية والمؤلمة وفهم تفاصيلها وتركيبها من جديد، ومن ثم إنشاء الخطاب الروائي حولها.. كل ذلك الاسترجاع يحتاج إلى خيال كبير لتخطي الحدود إلى الرحابة المفتوحة، وليصبح التاريخ رواية كالحلم تسحر القارئ، بل يضعه الروائي المستلهم في عالم لم يعشه وهو يقرأ.

يتهم النقاد روائيي التاريخ بأنهم يلجؤون إلى مصادر ومرجعيات تاريخية ثم يخالفونها ولا يتبعونها، لذا فهم يسيؤون للتاريخ نفسه بل ويهينون الرواية، ليعتقد القارئ المتلقي بصحة النقل التاريخي، وتصبح الرواية مجرد وسيلة لبلوغ الهدف.

ورغم أن الرواية الآن تطورت وأصبحت تحمل معاني سامية، لكن يخشى النقاد من ضعف الخيال الروائي الذي يعد العمود الفقري للرواية، وكذلك الخوف من أن يصبح السرد الفني كالخبر، وينزلق الكاتب في تلك القيود بين جوهر الرواية والحقيقة التاريخية.

الإنسان يحتاج إلى إعادة التوضيح من جديد لفهم الماهيات التي يعيشها، عن طريق التاريخ والأدب اللذين بينهما ارتباط إنساني عظيم.

يتساءل الفرد: من الذي يجري خلف الآخر، التاريخ أم الإنسان؟.. بلا شك التاريخ هو اللاهث وراء الإنسان من عصر إلى عصر، باحثاً مستفسراً عن حقيقته ودوره في هذا الكون، لذا حين يتكبد الروائي بحثاً عن تلك الحكاية التاريخية التي ثبتت في محلها بين االسطور وفي رفوف المكتبات، متخيلاً تلك الحكاية البعيدة ليعبّر عن غرضه الحقيقي وهو نقل الحدث روائياً، ومن ثم نقل قول ما لم يقله التاريخ، أليس ذلك فناً جديداً ومعياراً أدبياً مبدعاً؟

لا تستفسر أيها القارئ عن وظيفة التاريخ في الرواية، بل عن تقنية الجمال الأدبي؛ من صور وحركة وتشبيه وإلهام.. خاصة بعد أن تقرأ ذلك التعبير الوجداني عن هذا الإنسان وسيرته وحكاياته المؤرخة روائياً.

أن تصنع تاريخية رواية تنبض بالحرية لتنير العيون وتصعد الدماء في العروق، رواية بملامح محسوسة، هي صناعة جديرة بالمباركة. وهل يعلم النقاد أن الرواية التاريخية ترسم تاريخاً مضى بآثاره وحروفه وفنونه وشخوصه، لا بالمكان فقط؟

إحياء كل تلك المشاعر والأحاسيس في كيان النص الخطابي للرواية، هو عمل فذ يستحق الاحتفاء.. مع احترامي للناقد الرافض للرواية التاريخية.