شنت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في مقال لرئيس تحريرها هجوماً على العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ووصفت أنه "كمن جاءته الفرصة ليقدم عرضا بهلوانيا"، من خلال إعلانه بدء "عملية الثأر" لقتل الدولة الإسلامية الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وقال إبراهيم الأمين في المقال الافتتاحي للصحيفة تحت عنوان "عبدالله الأردن: ملك داعش"، إن "ما يحاول ملك الأردن عبد الله الثاني الإيحاء به، لا يعدو كونه جزءا من مناورة لن تغير في الوقائع" شيئا، مضيفا أن "على الأردن في حال أراد الدفاع عن أمنه وشعبه مغادرة المربع الذي يقيم فيه الآن".
واتهم العاهل الأردني بأنه "يقوم بدور مكمّل لما يقوم به "داعش" في سوريا والعراق اليوم".
وأضاف أن العاهل الأردني "وفي حمأة حفلة مشاعر غير جامعة، بخلاف كل ما يشاع، أغمض المتهور عينيه، وبقي في لباس المقامر، ملقيا نرده على طاولة سوريا، في حركة تعيد تثبيت صورته كسليل عائلة المقاولين الأمنيين عند الغرب وإسرائيل"، على حد وصفه.
وتابع: "علينا نحن الذين نموت يوميا بأبشع ممّا حصل مع الطيار الأردني، أن نصفّق لملك الأردن، ونصدّق بأنه انضم فعليا إلى جبهة مواجهة الإرهاب الذي يدمي بلادنا"، على حد قوله.
كما هاجم الدور الذي يقوم به الأردن من خلال مشاركته في التحالف، بالقول إنه "لا يمثل انتفاضة شرف، ولا هو يقظة وطنية أو عربية أو إسلامية. كل ما يجري، وسيجري، سيظل في سياق الدور الذي ارتضى ملك الأردن ومن يدعمه أن يلعبوه، وهو دور الدمية، أو المرتزق الذي يقدم خدمات أمنية وعسكرية لمن يدفع أكثر، ولكن مع أولوية أميركية وإسرائيلية".
ووصف الأمين عمان بأنها "لا تزال، حتى اللحظة، مركزا لكل أشكال التآمر على كل خصوم أمريكا وإسرائيل وحكام الجزيرة العربية، من المقاومة في فلسطين التي تواجه قمعا أردنيا غير مسبوق على أبواب الضفة، إلى دعم المجموعات التي تعمل على تخريب سوريا بإشراف أمريكي وفرنسي وبريطاني، وبتمويل سعودي وقطري، إلى غض الطرف عن عمليات التجنيد المتواصلة لآلاف الشباب المقيمين أو العابرين نحو الجهاد في سوريا".
وذكر أن الأردن أيضا يعمل على تدريب "عصابات القتل التي يتم تمييزها عن الإسلاميين بوصفها معارضة معتدلة، وكذلك ترك الحدود مع العراق مفتوحة لكل أنواع العربدة السعودية"، على حد وصفه.
وقال إن "ملك الأردن شريك في معركة إسرائيل والغرب ودول الجنون في الجزيرة العربية ضد سوريا ومحور المقاومة.
كما تساءل الكاتب في مقاله: "ماذا يفعل ملك الأردن اليوم في سوريا؟"، ليجيب أنه "يستضيف غرفة عمليات تضم أمريكيين وسعوديين، وتنسق مع الإسرائيليين، لإدارة المجموعات المسلحة في الجنوب السوري".
وأوضح بأن المجموعات المسلحة تنتمي إلى "جبهة النصرة" ومجموعات إسلامية تدور في فلك "القاعدة".
وأن "غالبية ما قام به المسلحون، من السيطرة على مواقع عسكرية وبلدات كانت تحت سيطرة (الدولة السورية)، تم بإيعاز وإرشاد وتوجيه تفصيلي من هذه الغرفة".
وأضاف أنه "يواصل لعبته المفضّلة: وهي الكذب على الجميع طوال الوقت. فهو ينفّذ برنامج دعم المعارضة، وعلى رأسها جبهة النصرة في الجنوب السوري، ويبعث إلى دمشق برسائل تتحدّث عن ضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب، وعن تعرّضه لضغوط كبيرة من أمريكا وأوروبا والدول الخليجية".
وقال إن العاهل الأردني "يحصر تنسيقه مع دمشق بإبلاغ الجيش السوري بالمناورات التي يجريها الجيش الأردني قبالة الحدود، قبل أن يطلب مساندة السوريين له في مكافحة تهريب السلاح والمسلحين إلى الأردن".
واتهم العاهل الأردني بأنه "يدير الجماعات المسلّحة في شرق درعا وجنوبها، ممن تمّ تدريبهم في عرعر السعودية والزرقاء الأردنية، وتزويدهم بالأسلحة الثقيلة من قواعد للاستخبارات الأردنية في مدينة الرمثا".
وأشار إلى أن "غالبية قادة جبهة النصرة في الجنوب هم من الأردنيين، وبعضهم ضباط عملوا سابقا أو لا يزالون في الاستخبارات الأردنية".
وأفاد أنه "أغلق مستوصفات النازحين في شمالي الأردن، وألزم الذكور منهم بالعودة إلى سوريا، والقتال إلى جانب المسلحين، دون أن يتوقف عن فتح معسكرات سرية جنوبي البلاد وشرقها، لتدريب مقاتلين سوريين من قبل الولايات المتحدة، ثم صدرت تأكيدات بأن العديد من هؤلاء المقاتلين الذين تم تدريبهم في الأردن انضموا إلى "داعش" لاحقا".
واختتم مقاله بالقول إن "ما يحاول ملك الأردن، ومن معه داخل البلاد أو خارجها، الإيحاء به، لا يعدو كونه جزءا من مناورة لن تغير في الوقائع الصلبة. وإذا كان إطلاق سراح الداعية المقدسي لأنه ضد "داعش"، أو إكراما لدوره في المفاوضات الفاشلة الشهر الماضي، فإن الأخير ليس سوى أحد آباء القاعدة وفرعها السوري المعروف بجبهة النصرة. تلك التي تعلن التحالف مع إسرائيل، ليس بحجة أنها تقبل من الشيطان دعما ضد حكومة بشار الأسد، بل لكونها صارت طرفا في الحرب ضد المقاومة"، على حد قوله.