مجلس إدارة جمعية الصحفيين تم اختياره بالتزكية وهذا يعني أن الثقة
معقودة على هذه الكوكبة من مثقفينا وصحفيينا، ما يجعل المسؤولية المعلقة
على هؤلاء كبيرة.. وكبيرة جداً، كما أنه يتطلب من هؤلاء أن يكونوا على
استعداد تام للاستماع إلى الرأي الآخر، بدءاً من الرئيس حتى سائر الأعضاء
ليتداعى الجميع نحو خدمة الأهداف المنوطة بالجمعية، وليتسنى لهم جميعاً
تأدية الواجب الوطني بالتمام والكمال، ومن دون البيروقراطية القديمة
والاستحواذ باتخاذ القرارات من قبل شخص واحد من دون سواه، وألا يصبح
الأعضاء مجرد صور لإكمال المشهد ولا شيء غير ذلك.. سنوات مرت على الجمعية
والوعود التي طرحتها كثيرة وكبيرة، وأعضاء الجمعية يتطلعون بآمال عريضة على
أن تتحرك الجمعية نحو الأمام وأن تكون جمعية للصحفيين لا شيء آخر، وأعتقد
أن مجلس الإدارة قادر على فعل الكثير لأن جميع أعضائه لهم من الخبرة
الصحفية ما يؤهلهم لأن يكونوا حاضرين وفاعلين وقادرين على فعل ما يرضي
الضمير ويحقق أماني المجتمع.. أعضاء مجلس الإدارة يعرفون جيداً أن الجمعية
تحمل اسم الصحفيين كما تتحمل همومهم، لذلك فإن التواصل مطلوب والانخراط في
صلب الهموم التي تشغل الأعضاء أمر لا يحتاج إلى وضع الأمنيات على الرفوف
وأرصفة الإهمال، والاعتقاد بأن الانضواء ضمن مجلس الإدارة هو فقط لإعادة
تشكيل الذات وتحقيق هواجس ذاتية فحسب يجب أن يلغى من الذاكرة لأننا اليوم
نعيش زمناً غير زمن التعنت والتزمت والاختفاء خلف معطف المناصب فقط لأجل
تأكيد شخصا ما أنه «هنا».. والانضمام إلى عضوية مجلس إدارة جمعية صحفيين
فخر لكل صحفي ولكن بشرط أن يكون هذا العضو جزءاً لا يتجزأ من الواقع الصحفي
وأن يصبح مجلس الإدارة خدمة الصحفيين لا لأجل إصدار القرااات والفرمانات
بقلم شخص واحد لا سواه.
نقول ذلك بحب وحبنا يشمل الجميع لأنهم جميعاً زملاء وأصدقاء وأحباء
ولكن حبنا لهذا الصرح المهم يجب أن يفوق كل نوازع شخصيته ويجب أن يتعدى
العلاقات الشخصية، فالوطن بحاجة إلى الجميع كما أنه قدم كل شيء للجميع وسخر
الإمكانيات لأجل أن نرتقي جميعاً بأفكارنا وأن ننقي نفوسنا من التورم
والتبرم والتأزم والتحزم بمنظومة وساوس وعصاب قهري يفتك بكل شيء بدءاً من
أصحابه وانتهاء بالمؤسسة التي ينتمي إليها الجميع.