رأى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن الحركة تعاني كما يعاني الكل الفلسطيني والعربي في المحيط، مبينا أن الظروف جميعها معقدة وصعبة وأن حماس تمتلك خيارات وبدائل للمرحلة المقبلة إذا بقيت حالة التعطيل المتعمد لعمل حكومة الوفاق الوطني بغزة.وأضاف "في ظني حماس تعاني كما الجميع وكل الشعب والقوى والمنطقة بأكملها تعاني وهناك ضعف عربي وإسلامي وتسلط أميركي وتغول من قبل الاحتلال".وحول خيارات حماس، قال الصواف انه حتى هذه اللحظة الحركة لم تطرح خياراتها وقياداتها يدرسون إنهاء الحكومة والعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع في الفترة الماضية أو إبقاء حكومة الوفاق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالاتفاق مع الفصائل لمواجهة الأوضاع داخل غزة والضغط على الرئيس عباس باعتبار أن قرار الحكومة بيده وليس بيد رئيس الوزراء.ورأى الصواف أن خطوة تمديد عمل حكومة الوفاق أمر منطقي لمنح الحكومة فترة من الوقت لتصويب أوضاعها، وإن لم تفعل ستتخذ حماس قرارات مناسبة بالتنسيق مع الفصائل لحماية الفلسطينيين في غزة في ظل ما تعانيه الوزارات والمؤسسات الحكومية وخاصةً "الجرائم التي ترتكب" من قبل الحكومة بحق القطاع الصحي، على حد تعبيره.
وتابع "بعد تخلي الحكومة عن واجبها لا بد من جهة تعيد الأمور لنصابها بدلا من أن يعود الأمر لحالة الفلتان، فلا بد من أن يتولى أحد زمام الأمور سواء من حماس أوالفصائل ولكن ليس من المنطق أن تبقى غزة بلا رعاية من أي جهة".وفيما يتعلق بإمكانية عودة حماس لمواجهة إسرائيل كأحد الخيارات الممكنة، قال الصواف "أمر الحرب أو العدوان منوط بتوافق كل الفصائل والتزام الاحتلال بحالة التهدئة"، مبينا أن عدم التزام الاحتلال والخروقات المستمرة للتهدئة لن يلزم الفصائل بالصبر أكثر على اعتداءات الاحتلال.
وفي هذا الاطار، استبعد المحلل السياسي أكرم عطا الله، أن تتجه حماس لفتح صدام مسلح مع إسرائيل بعد أن خرجت حديثا من هذه التجربة التي انتهت بأزمات داخلية أكبر من السابق على صعيد تشديد الحصار وبطء سير الإعمار وغيره من القضايا التي أثرت على المواطن في غزة.
وشدد على أن حركة حماس تعيش في مرحلة هي الأصعب لها في تاريخها، وأن حديثها عن خيارات يدلل على مدى صعوبة ما تعيشه من مأزق سياسي، مبينا أنه ليس باستطاعتها إنهاء الحكومة ولا تستطيع القبول باستمرارها وهذا يعكس محدودية الخيارات خاصةً وأنها دخلت المصالحة لتحقيق اشتراطاتها إلا أن تأرجح الوضع الفلسطيني الداخلي أبقاها غير قادرة على القيام بردة فعل ما أدخلها إلى مأزق أكبر مما كانت تعيشه.وأضاف "ليس هناك خيارات وحماس تنحصر إما في استمرار هذا الوضع وهو صعب وإنهائه وهو صعب والعودة لحكم غزة وهو صعب جدا ولن تعود إليه بحكم الظروف الحالية"، مشيرا الى إمكانية أن تجد حماس الحل في التعويل على قطر بأن تلعب دورا إيجابيا للضغط على الرئيس محمود عباس عبر الولايات المتحدة الأميركية لإيجاد نوع من الحل يساعدها على الأقل على التنفس بدون التوجه لأي خيارات تزيد من تعميق الأزمة الحالية.
بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر، أن الرئيس محمود عباس حقق ما يريد من انتزاع شرعية حماس عبر المصالحة ولم يقدم لها أي مقابل، مبينا أن الخيارات المطروحة أمام حماس تتمثل في طلب إحداث تعديل وزاري يخدم المصالحة ويمنح غزة انتباها أكثر أو اللجوء مع الفصائل لطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكنه استدرك قائلا"ذلك سيوقع حماس ضحية ابتزاز باقي الفصائل التي ستقدم اشتراطات سياسية ومحاصصة في الوزارات".
واعتبر أن خيار عودة حماس لتسلم غزة أصبح خيارا صعبا جدا وألقت به قيادة الحركة خلف ظهرها فهي غير متحمسة للعودة إليه طالما ان هناك بدائل توافقية وإن كانت تلك الخيارات غاية في الكلفة والثمن وتتراوح بين ترك غزة نهبا للفوضى أو البحث عن إدارة موسعة مع شخصيات تكنوقراطية غير فاعلة أو إبقاء غزة في حالة تآكل تدريجية.