قال وزير المغتربين وتنمية الموارد البشرية الباكستاني شودري ساليك حسين، إن كبار قادة بلاده، بمن فيهم رئيس الوزراء، "قلقون للغاية" بشأن القيود المفروضة على التأشيرات من قبل أبوظبي، وإن وزارة الخارجية تجري محادثات مع الإمارات لحل هذه القضية.
وذكرت صحيفة "عرب نيوز" الناطقة بالإنجليزية، في تقرير له، أن ذلك يأتي في أعقاب تقارير إعلامية واسعة النطاق عن خفض أبوظبي التأشيرات الممنوحة للباكستانيين، وانخفاض في التوظيف الخارجي الإجمالي، بسبب افتقار الباكستانيين "إلى احترام القوانين والعادات المحلية والمشاركة في الأنشطة السياسية والشعارات أثناء وجودهم في الخارج".
ومؤخرا، نفى القنصل العام الإماراتي في كراتشي، السفير بخيت عتيق الرميثي، هذه التقارير، قائلاً إنه لا توجد قيود على تأشيرة الباكستانيين وأن الإمارات تقدم تسهيلات "بنسبة 100 في المائة" للباكستانيين الذين يسافرون للسياحة أو العمل أو العلاج أو لأسباب أخرى.
ومع ذلك، في مقابلة مع صحيفة عرب نيوز، قال الوزير حسين، عندما سُئل عما إذا كانت الحكومة في مفاوضات مع الإمارات العربية المتحدة "لرفع القيود" على إصدار التأشيرات للباكستانيين، إن وزارة الخارجية الباكستانية تجري محادثات مع الإمارات بشأن هذه القضية.
وأكد الوزير حسين، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الشؤون الدينية الباكستاني، أن "رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء قلقان للغاية ووزارة الخارجية تجري محادثات مع الجانب الإماراتي".
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة، سأل مراسل صحيفة عرب نيوز المتحدثة باسم وزارة الخارجية ممتاز زهرة بلوش عن تعليقات حسين بأن وزارة الخارجية تناولت قضية قيود التأشيرات مع الإمارات وما هي التدابير التي اتخذت لحل هذه القضية.
وقالت بلوش: "في هذه العلاقة المهمة، لدى الجانبين عدة آليات للتعامل مع بعضنا البعض ومشاركة مخاوفنا الخاصة، بما في ذلك فيما يتعلق بتسهيل التأشيرات".
وأضافت: "بقدر ما أفهم، لا يوجد حظر على إصدار التأشيرات للمواطنين الباكستانيين. ومع ذلك، تظل باكستان منخرطة مع الإمارات لتسهيل سفر جميع الباكستانيين إلى الإمارات".
وفي شرح لأسباب تحفظات الإمارات على تأشيرات باكستان، قالت حسين للصحيفة إن المشكلة تكمن في أن الباكستانيين في الخارج ينخرطون في أنشطة سياسية ويتحدثون عن قضايا حساسة، في الأماكن العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الوزير حسين "أعتقد شخصيا، بصراحة شديدة، أن الأمر يتعلق بالسياسة أكثر من أي شيء آخر. الباكستانيون الذين يقيمون في بلد آخر ويتورطون في قضايا محلية وقضايا حساسة وأمور محلية على وسائل التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك. لذا، أعتقد أن هذا ربما يكون هو الأساس، هذا رأيي".
وتفرض أبوظبي قيوداً شديدة على حرية التعبير، وحكمت مؤخراً على بنغاليين بالسجن مدى الحياة، بسبب انخراطهم في مظاهرات واسعة ضد الحكومة البنغلادشية خرجت في عدة مدن إماراتية.
وأصدرت أبوظبي الحكم بعد يومين فقط من إلقاء القبض على المتهمين.
وعندما سُئل الوزير حسين عما تفعله الحكومة بشأن "القضايا السلوكية" للباكستانيين في الخارج، ذكرهم حسين بأن المغتربين "لا يمثلون أيديولوجية أو حزبا سياسيا أو منظمة معينة. إنهم سفراء الأمة بأكملها. لذا، يجب أن يتصرفوا وفقا لقواعد ذلك البلد (المضيف)".