قُتل وجُرح العشرات من عناصر وضباط قوات النظام السوري اليوم الخميس، إثر هجوم بطائرات مُسيرة مجهولة المصدر، استهدف حفل تخرج في الكلية الحربية في حمص وسط البلاد، بحضور ضباط رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط "أكثر من مئة قتيل، أكثر من نصفهم من الضباط الخريجين إضافة إلى 14 مدنياً على الأقل"، في هجوم بطائرات مسيّرة على الكلية الحربية في حمص.
في المقابل، قتل وجرح مدنيون في قصف مدفعي وصاروخي وصف بالعنيف نفذته قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سورية، وذلك بعد اتهامها لفصائل المعارضة بالوقوف خلف استهداف الحفل بحمص.
وقال جيش النظام السوري اليوم الخميس، في بيان عسكري: "قامت التنظيمات الإرهابية المسلحة (...) ظهر اليوم باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيرات تحمل ذخائر متفجرة وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة".
وأضاف الجيش أن الهجوم "أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ووقوع عشرات الجرحى بينهم إصابات حرجة في صفوف الأهالي المدعوين من نساء وأطفال، إضافة إلى عدد من طلاب الكلية المشاركين في التخرج".
ولم يسبق أن شهدت حمص وهي مدينة تقع وسط سوريا وبعيدة عن خطوط الجبهات مثل هذه الهجمات على مدى السنوات الماضية.
وقال التلفزيون السوري إن "الهجوم" جاء بعد انتهاء الحفل، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وتقع "الكلية الحربية" في حمص في منطقة الوعر، ولم يسبق أن تعرضت لأي عمليات عسكرية أو هجمات، منذ اندلاع الحرب التي أشعلها النظام السوري عقب ثورة 2011 السلمية.
ويقع بالقرب منها ثكنات عسكرية أخرى تابعة للنظام بينها كلية المدرعات، وكلية الشؤون الفنية والأشغال العسكرية والمشفى العسكري.
وكانت المنطقة تترقب حفل تخريج الضباط منذ أيام، حسب ما أشار إليه صحفيون مقربون من النظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت صفحات إخبارية موالية للنظام عبر "فيسبوك" أن "سيارات الإسعاف بدأت بنقل المصابين من الكلية الحربية إلى المشفى العسكري".
وتخضع مدينة حمص بالكامل لسيطرة النظام السوري، وكانت قوات الأخير قد أجبرت فصائل من المعارضة السورية فيها عام 2014 على الخروج إلى الشمال السوري، بموجب اتفاق.
وبعد 3 سنوات من الاتفاق المعروف باسم "أحياء حمص القديمة" اضطر مقاتلون معارضون آخرون في حي الوعر للتهجير إلى الشمال السوري، بعدما أطلق النظام السوري حملة عسكرية، في إطار حملاته التي كانت تستهدف مناطق كثيرة في البلاد.