أعلنت مراكز حقوقية اليوم الخميس، وفاة والدة معتقل الرأي الأردني ماهر أبو الشوارب، المحتجز في سجون أبوظبي منذ قرابة ثمان سنوات، إلى جانب عدد من الأردنيين.
وطالب مركزا "مناصرة معتقلي الإمارات" و"الإمارات لحقوق الإنسان" بالإفراج عن أبو الشوارب لإلقاء نظرة الوداع على والدته.
وقال مركز مناصرة معتقلي الإمارات في بيان له: "نتقدم بالتعزية من المعتقل الأردني في سجون الإمارات ماهر أبو الشوارب، بوفاة والدته دون أن يسمع صوتها منذ شهر ونصف، ونطالب السلطات بضرورة الإفراج عنه لإلقاء نظرة الوداع على أمه التي تغادر الدنيا".
من جانبه قدّم مركز الإمارات لحقوق الإنسان "خالص التعازي والمواساة من المعتقل الأردني في سجون الإمارات ماهر أبو الشوارب بوفاة والدته التي ارتحلت دون أن يكتمل حلمها بلقاء نجلها المحتجز منذ أكتوبر 2015".
وطالب المركز السلطات وبشكل فوري الإفراج عن أبو الشوارب وتمكينه من حقه في إلقاء نظرة الوداع على والدته.
وأشار المركز إلى المادة 116 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على: "يسمح للمعتقلين بزيارة عائلاتهم في الحالات العاجلة، بقدر الاستطاعة، وبخاصة في حالة وفاة أحد الأقارب أو مرضه بمرض خطير".
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية في أبوظبي قامت في أكتوبر 2015، قامت باعتقال أربعة أردنيين، هم (بهاء مطر، ماهر أبو الشوارب، والشقيقين عبدالله أبوبكر وياسر أبوبكر)، بتهمة الترويج لتنظيمات إرهابية على خلفية تداولهم مقطعاً عبر تطبيق واتساب.
وأثار اعتقال الأردنيين الأربعة مخاوف كبيرة من الرقابة الشديدة للأجهزة الأمنية في البلاد على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت مراكز حقوقية أن الأردنيين الأربعة تعرضوا للإخفاء القسري لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر ونصف، ليتبين لاحقا احتجازهم في زنزانة صغيرة، بطول مترين وبعرض متر واحد، داخل أحد مراكز احتجاز أمن الدولة السرية، المعروفة باسم السجن الأحمر، تعرضوا خلالها لمختلف صنوف التعذيب الجسدي والنفسي من أجل التوقيع على تهم بالانتماء لتنظيم ارهابية والترويج لها ونشر أخبار تضر بمصالح الدولة.
وقال مركز مناصرة معتقلي الإمارات إنه حصل على تبين أن الأمن فشل في إجبارهم على ذلك، ما دفعه ليعرض عليهم التوقيع مقابل الإفراج لاحقاً، وبعد الموافقة وتوقيعهم على أوراق لا يعرفون محتواها، حوّلهم الجهاز للمحاكمة، وأمهل أسرهم أسبوعاً واحداً فقط لمغادرة البلاد.
لكن المحكمة لم تقتنع بالأدلة التي قدمها أمن الدولة بشأن انتمائهم لـ"داعش"، وقالت في متن الحكم إن شهادة ضابط أمن الدولة لم تستند إلى قرائن قطعية، وأن الدلائل المتوفرة لا تثبت سعي المتهمين للانضمام لـ"داعش".
وعلى الرغم من إقرار المحكمة ببراءتهم، إلا أنها قررت حبس ماهر وبهاء بسبب نشرهما أخباراً "تُعرّض مصالح الدولة للخطر"، ليتبين لاحقاً أن الأخبار المقصودة هي رسالة واتساب على مجموعة خاصة بالشبان الأربعة تضمنت تداول أخبار من الإعلام حول حرب اليمن، كما قامت باتهامهم جميعاً "بالترويج لتنظيم إرهابي" بسبب فيديو متداول عن "داعش" تم نشره على نفس المجموعة.
يشار إلى أن والدة معتقليْ الرأي في سجون أبوظبي ياسر وعبدالله أبوبكر قد توفت في أكتوبر 2022، وذلك بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.
وكانت الراحلة منال محيلان (69 عاماً)، قد أطلقت قبل وفاتها عدة مناشدات للسلطات الإماراتية والأردنية من أجل العفو عن ولديْها، والسماح لها برؤيتهما قبل أن تموت، لكن هذه المناشدات لم تجد صدى.