قال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي رئيس جمعية الإمارات للأورام وبروفيسور الأورام بجامعة الخليج الطبية، إن سرطان الغدد الليمفاوية من أكثر خمسة أنواع سرطانات انتشاراً في الدولة، وكذا من مسببات السرطان لدى الأطفال.
ونصح الشامسي في مقابلة مع صحيفة "البيان" الرسمية، كل شخص بضرورة عدم تجاهل أي أعراض لديه، خاصة الأعراض التي تستمر لأسابيع أو أشهر، وعدم تعليل أي أعراض بسبب الإجهاد من العمل أو ما شابهه، منوهاً أيضاً بأن علاجات هذه الحالات الكيماوية والبيولوجية والذكية متوفرة في الدولة، بما فيها زراعة النخاع للحالات التي تستدعي ذلك.
وأضاف: سرطان الغدد الليمفاوية يصيب الجهاز اللمفاوي ويتطور في خلاياه، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، وتساعد هذه الخلايا في محاربة الأمراض في الجسم، وتلعب دوراً أساسياً في دفاعات الجسم المناعية، ونظراً لوجود هذا النوع من السرطان في الجهاز الليمفاوي، فيمكن أن ينتشر بسرعة إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة، وغالباً ما يصل إلى الكبد أو نخاع العظام أو الرئتين.
وأشار إلى أنه من الممكن أن يُصاب الأشخاص في أي عمر بهذا النوع من السرطان، ولكنه من بين الأسباب الأكثر شيوعاً لسرطان الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً، وغالباً ما يكون قابلاً للعلاج.
ولفت البروفيسور الشامسي إلى نوعين رئيسيين من سرطان الغدد الليمفاوية هما "هودجكين" الذي يصيب الجهاز المناعي، ويمكن للأطباء التعرف عليه من خلال وجود خلايا ريد-ستيرنبرغ، وهي خلايا ليمفاوية كبيرة بشكل غير طبيعي، وسرطان "اللاهودجكين"، والذي ينتقل عادةً من عقدة ليمفاوية إلى أخرى مجاورة، وهناك العديد من الأنواع الفرعية كالليمفوما اللاهودجكينية وهو النوع الأكثر شيوعاً، كما أن أحد أسباب الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية هو الإصابة ببعض أنواع العدوى، كعدوى فيروس إيبِشتاين-بار وعدوى الملوِية البوابية.
وأوضح رئيس جمعية الإمارات للأورام، أن أعراض سرطان الغدد الليمفاوية تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الفيروسية، مثل نزلات البرد، "ومع ذلك فإنها تستمر عادة لفترة أطول، وقد لا يعاني بعض الأشخاص من أي أعراض، فيما قد يلاحظ البعض الآخر تورماً في الغدد الليمفاوية قد يصبح مؤلماً إذا ضغطت الغدد المتضخمة على الأعضاء والعظام والهياكل الأخرى".
وأضاف: "يخلط بعض الناس بين آلام الظهر وسرطان الغدد الليمفاوية التي تنتفخ أيضاً أثناء العدوى الشائعة مثل الزكام، ومن المرجح أن يصاحب التورم الألم إذا حدث بسبب العدوى، ويمكن أن يؤدي تداخل الأعراض إلى التشخيص الخاطئ، لذا يجب على أي شخص يعاني من تورم مستمر في الغدد مراجعة الطبيب للحصول على استشارة".
كما أوضح الاختصاصي أن الأعراض الأخرى لكلا النوعين من سرطان الغدد الليمفاوية، قد تشمل حمى مستمرة بدون عدوى، وتعرقاً ليلياً وحمى وقشعريرة، وفقدان الوزن وانخفاض الشهية، وحكة غير عادية، والتعب المستمر أو نقص الطاقة، وألماً في الغدد الليمفاوية وسعالاً وضيقاً في التنفس، وألماً أو انتفاخاً في البطن، أو شللاً أو إحساساً متغيراً.