وجدت دراسة جديدة أن الصدمات التي يتعرض لها الإنسان خلال مرحلة الطفولة تفاقم من حالات الإصابة بالاكتئاب خلال وقت لاحق من الحياة.
ولطالما ربطت الأبحاث السابقة الصدمات التي يتعرض لها الشخص أثناء مرحلة الطفولة بالأمراض العقلية التي يصاب فيها خلال وقت لاحق من العمر.
ولكن هذه الدراسة التي نشرت بمجلة "جورنال أوف أفيكتيف ديسورديرز" وأوردها موقع "بي إس واي بوست"، وجدت أن صدمات الطفولة تؤدي إلى زيادة حدة الأعراض الناجمة عن الاكتئاب، بالإضافة إلى تقليل النتائج الإيجابية للعلاج من هذا المرض النفسي.
وتشمل صدمات الطفولة حوادث مثل الاعتداء الجنسي أو الإهمال أو مشاهدة العنف. كما تنطوي هذه التجارب على وفاة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين أو تعرض الأطفال إلى اضطرابات في العائلة، بما في ذلك انفصال الوالدين والتجارب الجنسية المؤلمة والعنف أو الإساءة والمرض أو الإصابة الشديدة.
والاضطراب الاكتئابي (المعروف باسم الاكتئاب) هو اضطراب نفسي شائع، وينطوي على تكدر المزاج أو فقدان الاستمتاع أو الاهتمام بالأنشطة لفترات طويلة من الزمن، بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية.
ويختلف الاكتئاب عن التقلبات المزاجية المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية. ويمكن أن يؤثر على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمجتمع. ويمكن أن ينتج عن مشكلات في المدرسة وفي العمل، أو أن يؤدي إليها.
ويمكن أن يتعرض أي شخص للاكتئاب، ويشتد تعرض الأشخاص الذين عانوا من سوء المعاملة أو الخسائر الفادحة أو غيرها من المواقف الصعبة للإصابة بالاكتئاب.
ويعاني نحو 280 مليون شخص في العالم من الاكتئاب، أي ما يقدر بنحو 3.8 بالمئة من الناس من الاكتئاب، بما في ذلك 5 بالمئة من البالغين (4 بالمئة من الرجال و6 بالمئة من النساء)، و5.7 بالمئة من البالغين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما، بحسب منظمة الصحة العالمية.
في الدراسة الجديدة، ركز باحثون على 454 مريضا بالغا يعانون من الاكتئاب الشديد خلال برنامجهم العلاجي. والتقى المشاركون بطبيب نفسي بعد تقييم حالتهم ومراجعة السجلات الطبية الخاصة بهم.
وأظهرت النتائج أن غالبية المشاركين المصابين بالاكتئاب تعرضوا لصدمة واحدة على الأقل في مرحلة الطفولة، وحوالي نصفهم تعرضوا لصدمتين أو أكثر.
وكانت الأحداث الأكثر شيوعا التي تم الإبلاغ عنها هي الاضطرابات الكبيرة بين الوالدين وموت أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.
وكلما زادت الصدمات أثناء الطفولة كانت درجة الاكتئاب أعلى لدى المريض، علاوة على زيادة في محاولات الانتحار. وعلى وجه الخصوص، ارتبطت مواجهة ثلاث تجارب سلبية أو أكثر في مرحلة الطفولة بارتفاع درجات الاكتئاب.