وصل العديد من اليمينيين الإسرائيليين اليوم الخميس، إلى ساحة باب العامود في القدس المحتلة استعدادا لتنظيم ما تسمى "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية، رغم التحذيرات الواسعة.
وقال مراسل وكالة الأناضول إن الإسرائيليين، وبينهم وزيرة المواصلات ميري ريغيف، لوحوا بأعلام الاحتلال الإسرائيلي وهم يغنون في ساحة باب العامود، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة، فيما رفع فلسطينيون أعلام بلدهم رفضا للمسيرة.
كما ذكرت قناة الجزيرة أن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وعدد من مسؤولي الاحتلال يشاركون في المسيرة.
وتبلغ المسيرة ذروتها بعد ساعات بوصول آلاف من الإسرائيليين إلى المكان نفسه لتنفيذ ما تُسمى بـ"رقصة الأعلام".
والمسيرة تبدأ من القدس الغربية وتمر من باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى.
وكانت شرطة الاحتلال أعلنت نشر 3200 من عناصرها لتأمين المسيرة التي تهتف عادة "الموت للعرب"، وتتزامن مع الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، وفقا للتقويم العبري.
ويقول الفلسطينيون إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل مكثف عن تهويد القدس الشرقية وطمس هويتها الإسلامية والعربية، وهم يتمسكون بها عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال المدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
وكان أكثر من 1200 مستوطن قد اقتحموا صباح اليوم الخميس باحات المسجد الأقصى قبل ساعات من بدء مسيرة الأعلام التي ينظمها المستوطنون وأتباع التيارات الدينية المتطرفة.
وشارك في هذه الاقتحامات وزير في الحكومة الإسرائيلية و3 أعضاء في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
تحذيرات فلسطينية
في المقابل، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من أن مسيرة الأعلام ستؤدي إلى التوتر وتفجير الأوضاع، وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن المسيرة الاستفزازية ونتائجها وتداعياتها، ليس فقط في القدس، وإنما على ساحة الصراع، وفق تعبيرها.
من جانبه، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن الشعب الفلسطيني "لن يسمح بمرور مخططات الاحتلال الرامية إلى العبث بهوية المسجد الأقصى، وسيواصل نضاله المشروع لتثبيت هوية المسجد الفلسطينية العربية الإسلامية".
وشدد المتحدث، في بيان صحفي، على أن اقتحامات المستوطنين ووزراء من حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى، والاعتداء على المرابطين والمرابطات فيه، تصعيد للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال في مدينة القدس.
ورفع العشرات في قطاع غزة في وقفتين منفصلتين نظمت اليوم الخميس أعلام فلسطين، ونددوا بمسيرة الأعلام.
ونظم الوقفة الأولى المكتب الإعلامي الحكومي (تديره حركة حماس) في مدينة غزة، في حين نظمت الوقفة الثانية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ونظمتها الهيئة العامة للشباب والثقافة ومراكز شبابية.