تظاهر المئات في مدينة إدلب في شمال غرب سوريا يوم الأحد، احتجاجا على استئناف العلاقات بين دول عربية ونظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، وفق وكالة فرانس برس.
وقال فهد عبد الكريم (49 عاما)، من ريف حلب الجنوبي، للوكالة: "جئنا للمشاركة في التظاهرة المحقة... لرفض التطبيع وفكرة التطبيع مع هذا النظام المجرم القاتل، مع هذا النظام الإرهابي".
وقال عبد السلام محمد يوسف، وهو مدير مخيم للنازحين: "جئنا كي نوصل رسالة للعالم أجمع أنه مع هذا التطبيع، سوف تكسبون المجرم بشار الأسد وتخسرون الشعب السوري".
وشارك في التظاهرة مئات السوريين، بعضهم نزح من مناطق أخرى من البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ 12 عاما.
وقال المتظاهر حنيفة الحمود (22 عاما) وهو طالب جامعي: "نرفض التطبيع رفضا قاطعا... جميعهم يعرفون أن النظام مجرم ويحاولون تعويمه لنقبل به وهذا ليس شأنهم، هذا شأن الثوار هنا في الداخل. نحن من نقرر إذا كنا سنصالح أم لا".
ويقيم في إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نزحوا بسبب الحرب.
وحمل متظاهرون لافتات عدة، كتب على إحداها: "ضد كل أشكال التطبيع مع المجرم الوضيع"، وكتب على لافتة أخرى "من يسامح ويصالح مجرم خائن فهو مثله".
وإثر اندلاع الثورة السورية التي ما لبثت أن تحولت إلى نزاع دام، في 2011، قطعت دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.
لكن الزلزال المدمر، الذي وقع يوم 6 فبراير وأودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا، ساهم في عملية استئناف دمشق علاقتها مع محيطها الإقليمي مع تلقي الرئيس السوري اتصالات ومساعدات من قادة دول عربية.
ويتزامن الانفتاح العربي على دمشق مع تغيّر الخارطة السياسية في المنطقة بعد الاتفاق بين السعودية وإيران حليفة سوريا، لاستئناف العلاقات بينهما.
والثلاثاء الماضي، التقى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، برئيس النظام السوري، بشار الأسد، في أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي إلى سوريا منذ القطيعة بين البلدين منذ بدء الحرب، وجاءت الزيارة بعد أقل من أسبوع على زيارة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، للمملكة.
وخلال هذا الشهر أيضا، اجتمع دبلوماسيون من تسع دول عربية في السعودية للبحث في إنهاء عزلة سوريا على الصعيد الدبلوماسي، بينما زار المقداد الجزائر وتونس ومصر كجزء من الجهود الدبلوماسية.
وكان ناشطون أطلقوا، قبل أيام، حملة تحت عنوان #لا_للتطبيع_مع_الأسد_المجرم.
وقالت الناشطة السورية، التي اكتفت باسمها الأول "ياسمين" لموقع الحرة إن الحملة تهدف إلى التأكيد على "استمرار ثورتنا وعلى مبادئها وثوابتها حتى إسقاط النظام، ولن نتنازل عنها ولا أحد من دول العالم له الحق في تقرير مصيرنا أو لهم الوصاية علينا".