قال السفير مارتن إنديك المبعوث الأميركي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط إن أميركا تبدو منهمكة بالحرب في أوكرانيا وكذا التحديات التي يسببها صعود الصين، مشيرا إلى أن الوضع العالمي يقدّم تحديات كبرى أمام المصالح الأميركية، ولكن لو أتاح نتنياهو الفرصة لأعضاء الحكومة المتطرفين لتحقيق رغباتهم في الضفة الغربية أو القدس سيؤول الوضع إلى الانفجار.
وعلى خلفية هذه التطورات، جددت الإدارة الأميركية دعوة الاحتلال الإسرائيلي إلى تخليه عن أي إجراءات أحادية من شأنها تقويض حل الدولتين، وذلك على أعتاب زيارة لوزير الخارجية الأميركية إلى المنطقة، مهّد لها مستشار الأمن القومي الأميركي سوليفان بزيارة التقى فيها قادة الاحتلال والسلطة الفلسطينية ليطلق تحذيرات من عواقب تقويض حل الدولتين.
وعلى عكس ذلك، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إنه سيواصل اقتحاماته للمسجد الأقصى، فيما بدا لدى البعض تحديا لرئيس الوزراء نتنياهو.
وأضاف أنه لن يكف عن ذلك لأن "إسرائيل" ليست محمية لأحد، وفق تعبيره. وأضاف بن غفير أنّه رغم احترامه للملك الأردني فإنّه سيواصل ما وصفه بـ"الصعود إلى جبل الهيكل".
ولم تكد تمضي ساعات على ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن تعهد نتنياهو لملك الأردن عبد الله الثاني بعدم المساس بالوضع القانوني والتاريخي للحرم القدسي، حتى جاءت الأخبار مؤكِدة اقتحام عناصر من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية باحات الأقصى، ناقلة عن وزير الأمن إيتمار بن غفير تأكيده أن اقتحامات تلك الباحات لن تتوقف.
وشدد الملك عبد الله الثاني خلال لقاء جمعه في عمان برئيس وزراء الاحتلال نتنياهو على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للحرم القدسي الشريف. وكان هذا الاجتماع قد أعقب زيارة لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى المنطقة التقى خلالها نتنياهو وقادة السلطة الفلسطينية تمهيدا لزيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وتضاف إلى التصريحات والممارسات الإسرائيلية خطط لبناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية تعتزم حكومة نتنياهو اليمينية تنفيذها قريبا، وكل ذلك يفرض السؤال عن واقع ومآل الجهود الأميركية الرامية للتهدئة وإعادة حل الدولتين إلى الواجهة معززا بمواقف إقليمية ودولية تشد من أزره، وفقا للجزيرة.