قال سهيل عبد الله الركن استشاري ورئيس شعبة طب الأعصاب في جمعية الإمارات الطبية، إنه حسب الإحصاءات، فإنه يصاب نحو 12 ألف شخص سنوياً بأحد النوعين من الجلطات، سواء الانسدادية أو النزفية، بما يعادل 1 إلى 2 شخص كل ساعة على أرض الدولة.
وأوضح أن أبرز مسببات الجلطات الانسدادية، غالباً بسبب عدم انتظام ضربات القلب، أو ما يسمى بارتجاف الأذين الأيسر، والذي يؤدي إلى الجلطات الدماغية الانسدادية بنسبة 25 %، وفقا لما أوردته صحيفة "البيان" الرسمية.
وأكد أن التوتر والقلق من أبرز عوامل ارتفاع ضغط الدم، وهما من المسببات الأولى، حيث أثبتت دراسة أجريت على نحو 100 مصاب بالجلطة الدماغية بالدولة، أن 72 % من المصابين بالجلطة الدماغية، مصابون بضغط الدم، إضافة إلى بعض العوامل النفسية، كالاكتئاب والحزن، اللذين يعدان جزءاً أساسياً من أسباب ارتفاع الضغط.
وأوضح رئيس شعبة طب الأعصاب، أنه يمكن اختصار أعراض الجلطة الدماغية في كلمة (عاجل)، حيث يعبر حرف الـ (ع) عن عسر النطق والفهم، وحرف الـ (ا) عن انحراف في زاوية الوجه، وحرف الـ (ج) عن جزء ضعيف في اليد أو القدم، وحرف الـ (ل)، أي لا تتأخر في طلب المساعدة أو الإسعاف، مؤكداً ضرورة الانتباه إلى هذه الأعراض خلال الثواني الأولى من الإصابة، سواء حدثت مجتمعة أو منفردة.
ونوه إلى أن عدد المراكز المعتمدة للجلطات الدماغية في دولة الإمارات 5 مراكز، ومن المتوقع افتتاح 3 مراكز جديدة قبل نهاية العام الجاري، فيما سيتم اعتمادها من قبل الجهات الدولية، ما يجعل الدولة متقدمة في مراكز الجلطات الدماغية، عربياً وشرق أوسطيا,
ولفت إلى توسع الرعاية الصحية في الإمارات في استخدام الذكاء الاصطناعي بمجالات عدة، منها التشخيص المبكر ومتابعة ومراقبة المرضى، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الأشعة التصويرية والمغناطيسية، ومراقبة المرضى في البيوت وغيرها.
كما أشار إلى أن هناك برامج عدة حالياً تستخدم الذكاء الاصطناعي في تشخيص الجلطات الدماغية بزمن قصير جداً، وهذه مطبقة في مراكز عدة بالدولة، حيث يتم استخدام برنامج متخصص في قراءة الأشعة الدماغية المقطعية، وتحليلها، وإعطاء النتائج خلال ثوانٍ معدودة، وأثبت هذا البرنامج دقة وصحة المعلومات، ما أتاح الفرصة للأطباء في التدخل السريع في الحالات الشديدة، ما ساعد كثيراً من المرضى في إعادة تدفق الدم لمناطق الدماغ، ما ساهم في سرعة استجابتهم للعلاج.
ولفت إلى أن الطفرات النوعية التي يشهدها القطاع الصحي في دولة الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص، في منشآته الطبية وتقنياته وتجهيزاته الذكية وكوادره البشرية المميزة وخدماته، تعكس الأولوية المتقدمة التي يحظى بها القطاع في أجندة حكومة دبي، وتوجهاتها وتطلعاتها في تقديم نموذج صحي من الطراز الأول عالمياً.