دعا المجلس العربي، الثلاثاء، إلى تحويل الهدنة التي تم التوصل إليها مؤخرا بين الأطراف اليمنية المتصارعة إلى سلام دائم، في حين حذرت الحكومة اليمنية من انهيارها.
ورحب رئيس المجلس محمد المنصف المرزوقي بالاتفاق وبارك لمختلف مكونات الشعب اليمني، وفق وكالة الأناضول.
وقال إن "التطور المهم الذي يوقف وقتيا الحرب العبثية بالوكالة التي أنهكت اليمنيين وتسببت في خسائر كبرى في الأرواح ودمار هائل في البنى التحتية ومجاعات ونقص في الغذاء والدواء".
و"المجلس العربي" منظمة غير حكومية تجمع شخصيات عربية للدفاع عن ثورات "الربيع العربي" وترسيخ الثقافة الديمقراطية وتبادل التجارب والخبرات في إدارة المراحل الانتقالية.
وأكد المجلس في بيانه "على ضرورة أن تشمل الهدنة كل المناطق داخل اليمن ومنها محافظة مأرب (وسط)، وألا تقتصر على الهدنة الخارجية مع السعودية، وأن تشمل رفع الحصار الكامل عن محافظة تعز (جنوب غرب)، إضافة إلى مطار صنعاء (تحت سيطرة الحوثيين) ".
كما أعرب عن أمله بأن "تتحول الهدنة المؤقتة إلى سلام دائم في اليمن وبلدان الجوار، وأن يحل الحوار والتفاوض محل القنابل والصواريخ"، وأن "تتجه اليمن إلى مسار إعادة إعمار وانتقال ديموقراطي وبناء للمؤسسات مع مسار عدالة انتقالية تتم فيه تحميل المسؤوليات وتعويض الضحايا ومحاسبة المذنبين".
ودعا المجلس كل القوى اليمنية إلى "استثمار الهدنة والانطلاق في حوار وطني ينهي فصول التقاتل الأهلي والحرب بالوكالة، ويضع حدا للتدخل الأجنبي ومحاولات تقسيم البلاد والهيمنة على ثرواتها، ويكرس وحدة اليمن وسيادته".
على صعيد متصل، حذر وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، من انهيار الهدنة مع الحوثيين التي قال إنها أصبحت مهددة بسبب خروقات الجماعة.
وقال بن مبارك في حسابه على تويتر مساء الإثنين، "لقيت الهدنة ترحيبا كبيرا، لكنها مهددة بخروقات الحوثيين".
واتهم بن مبارك الحوثيين "بمواصلة الانتشار العسكري، وتعزيز مواقعهم بالأفراد والعربات، إضافة إلى إطلاق القذائف المدفعية وتنفيذ غارات بطائرات مسيرة".
وطالب الوزير اليمني من المجتمع الدولي الحفاظ على ما تم تحقيقه، دون تفاصيل.
والجمعة، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، مع ترحيب سابق من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين الموالين لإيران.
وسبق أن شهدت اليمن عدة هدن منذ عام 2015 رعاها ثلاثة مبعوثين أممين سابقين، تخللتها خروقات وسط اتهامات من قبل طرفي النزاع بعرقلة إنجاحها.
لكن الهدنة الأخيرة هي "الأهم"، وفق مراقبين، كونها سمحت بإعادة فتح جزئي لمطار صنعاء المغلق منذ 2016، مع الموافقة على دخول 18 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة خلال شهرين، في أعلى نسبة وصول للوقود إلى مناطق الحوثيين منذ بدء الحرب.