أكدت، جيسيكا لويس، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية والعسكرية في مقابلة خاصة مع الحرة أن الولايات المتحدة قدمت حوالي مليار دولار لبرامج نزع الألغام وتفجير الذخائر غير المنفجرة في لبنان والعراق واليمن.

وقالت إن الهدف من ذلك هو إيجاد بيئة آمنة للناس للعيش بأمان وتأمين حاجياتهم، مؤكدة أن الخارجية الأميركية ستواصل العمل على هذه البرامج التي ستستغرق وقتا.

وأضافت أن زرع القوات الروسية ألغاما في المناطق التي انسحبت منها في أوكرانيا تطرح أسئلة جديدة حول سلوكها في الحرب. كما وجهت لويس تحية للنساء العاملات في مجال نزع الألغام.

وأوضحت لويس أنه منذ العام 1991 قدمت الولايات المتحدة أربع مليارات دولار عبر العمل في 100 دولة في قضايا متعلقة بالألغام.

ونشرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرا متعلقا بهذه النشاطات، الاثنين، حمل عنوان "السير على الأرض بسلام".

وقالت لويس "أعتقد أننا لعبنا دورا قياديا في هذا الشأن لأنه بالنسبة لنا ولدول أخرى من المهم أن يجد المدنيون مدارس ومستشفيات والحصول على المياه عندما يحتاجون إليها".

وأضافت أن "من الأولوية بمكان أن يتمكنوا من السير على الأرض بسلام وأن تتوفر لهم أرض آمنة للقيام بكل هذه النشاطات عليها".

وأكدت لويس قولها: "خلال العام 2021 تمكنا من تنظيف 4.48 مليون متر مكعب من الأراضي وهذا يشمل 92 ألف قطعة من الذخائر غير المنفجرة و2100 لغم"، مضيفة "عندما تنظر إلى كل ما قمنا به في العام الماضي فهو السماح للناس أن تعيش حياتها بأمان".

وتمول الولايات المتحدة هذه البرامج لأن "هذا هو الشيء الصحيح لعمله" بحسب لويس، وأيضا "لأنه في مصلحة أمن الولايات المتحدة ومصلحة الدول الحليفة والصديقة والشريكة حول العالم".

وتقول لويس "نريد العمل بشراكة مع أصدقائنا وشركائنا وحلفائنا للتأكد من أن البلدان يمكنها أن تنمو وتتطور بطريقة تريدها وتحتاج إليها لخدمة سكانها المدنيين، وللقيام بذلك نريد التأكد من أنه ليس فقط الألغام، ولكن الذخائر غير المنفجرة وكل الأسلحة التقليدية التي ربما تعترض قدرة الناس على القيام بعملهم للعيش بأمان، قد أزيلت أو محفوظة بطرق آمنة".

وقدمت الولايات المتحدة نحو ربع تمويلها العالمي لبرامج إزالة الألغام إلى مناطق الشرق الأوسط.

وتقول لويس "منذ العام 1993 قدمت الولايات المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية 960 مليون دولار للشرق الأوسط".

وقالت لويس "في العراق تحديدا حيث هناك برنامج نعمل عليه لتنظيف العبوات الناسفة قدمنا فقط في العام الماضي 38 مليون دولار وتمكنا من إزالة أكثر من ألفي عبوة زرعت من قبل داعش، والسبب المهم والرئيسي لقيامنا بذلك هو أن يتمكن المدنيون في العراق من العودة إلى حياتهم ويكونوا سالمين وآمنين".

 وقالت لويس إن إزالة الألغام في العراق واليمن ولبنان "ستأخذ بعض الوقت" لكنها قالت "سنبقى متواجدين طوال فترة العمل".

 وتقول مساعدة وزير الخارجية إنه لا توجد لديها أرقام محددة بشأن ضحايا الألغام من المدنيين حول العالم لكنها تقول "بالنظر إلى ما يجري حول العالم، فإن المشكلة مستمرة".

وأضافت "مثلا في أوكرانيا نرى لسوء الحظ أن الألغام ما زالت تستخدم في هذا النزاع ضد المدنيين. وعلينا مواصلة العمل للاهتمام بذلك والتأكد من أن هؤلاء المدنيين آمنون".

وجددت لويس إدانة "الحرب غير المبررة" التي شنتها روسيا ضد الأوكرانيين، مضيفة أن "الأعمال التي نراها أثارت أسئلة جدية جدا حول سلوك روسيا في هذه الحرب، وهذا أمر ستنظر فيه وزارة الخارجية عن قرب في الأيام المقبلة".

وتعمل الولايات المتحدة مع منظمات غير ربحية حول العالم، بشأن موضوع إزالة الألغام والتوعية بشأنها، بالإضافة "إلى العمل مع المجتمعات المحلية"، بحسب لويس.

وتقول مساعدة وزير الخارجية "أريد أن أقول أنني معجبة جدا بواقع أنه لدينا نساء في برامج نزع الألغام، وكان لدينا فرق من النساء في عدة دول، ولدينا أيضاً برامج حيث بإمكان النساء العمل بشراكة مع أزواجهن، وأعتقد أن ذلك يرسل رسالة قوية حول قدرة النساء ورغبتهن في العمل لمجتمعاتهن".

وهذا العام تحتفل دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام باليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام تحت شعار "أرض مأمونة، وخطوات مأمونة، ومنزل مأمون".

وينصب تركيز الاحتفال على الإنجازات في مجال العمل العالمي المتعلق بالألغام، بدءا من عمل الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية —التي تأسست في عام 1992 وحصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1997— وكذلك على الإنجازات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة منذ دخول اتفاقية حظر الألغام حيز التنفيذ في 1999، فضلا عن تسليط هذه المناسبة الضوء على العمل الذي يتعين استكماله.