تسببت موجة البرد القارس، التي طالت مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، في وفاة طفلتين رضيعتين بمحافظة إدلب.
ونقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء عن مصدر في الأمم المتحدة قوله إن إحدى الطفلتين في عمر سبعة أيام والثانية في عمر شهرين.
ونزح نحو 2.8 مليون لاجئ سوري من ديارهم إلى المنطقة التي تخضع لسيطرة المعارضة، خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.
ويعيش كثير من النازحين في خيام مهترئة دون ملابس مناسبة أو وقود للتدفئة.
وحذّرت الأمم المتحدة من زيادة الوضع سوءًا عقب التراجع الاقتصادي الحاد في سوريا، حيث تضاعفت أسعار المواد الغذائية خلال عام، بالإضافة إلى نقص التمويل اللازم لتوفير المساعدات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطفلتين كانتا تسكنان في مخيمات في مناطق "الشيخ بحر" و"الزيارة"، شمال مدينة إدلب.
وأفاد المرصد بوفاة طفل يبلغ من العمر شهراً واحداً بسبب البرد أيضاً، في مخيم جرابلس في حلب في 23 يناير.
وتوفي طفل آخر في منطقة "قسطل مقداد" في 18 يناير، جراء انهيار سقف خيمة كان يقيم فيها مع عائلته.
"حاجة ماسة للمساعدات"
وتعرّض287 مخيما للنازحين في إدلب وحلب، لتداعيات تساقط الثلوج والفيضانات والرياح القوية، نتيجة عواصف اجتاحت المنطقة في 18 و19 و25 يناير. ودمّرت الثلوج ما لا يقل عن 935 خيمة، وألحقت أضرارا بأكثر من 9500 خيمة أخرى.
وأفادت الأمم المتحدة باندلاع 68 حريقا، في المخيمات منذ بداية العام، وهو ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 24 آخرين. ووقعت معظم الحوادث بسبب مواقد التدفئة.
كما قالت مديرة الاستجابة في منظمة "أنقذوا الأطفال" في سوريا، سونيا كوش، إنه "من غير المفهوم أن يواجه أي طفل فصل الشتاء خائفًا على حياته".
وأضافت: "بعد نحو 11 عامًا على بدء الأزمة في سوريا، يبدو أن العالم نسي الأطفال في شمال غربي سوريا".
وأكدت كوش أن "هذه الوفيات المأساوية التي يمكن تجنبها هي مثال مروع على حاجة الأطفال الماسّة لمزيد من الدعم الإنساني. كما أنهم بحاجة إلى حل دائم وسلمي للصراع في سوريا."