أحدث الأخبار
  • 01:45 . توتنهام يسحق السيتي على ملعب الاتحاد وفوز أرسنال وتشيلسي في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 01:29 . الإمارات تؤكد اختفاء الحاخام اليهودي دون ذكر جنسيته الإسرائيلية... المزيد
  • 01:16 . موقع أمريكي: ترامب صُدم لوجود أسرى إسرائيليين على قيد الحياة... المزيد
  • 01:04 . الشارقة يظفر ببطولة الأندية الآسيوية الأبطال لكرة اليد... المزيد
  • 12:57 . تحقيق إسرائيلي يُرجح مقتل الحاخام اليهودي على يد خلية إيرانية في دبي... المزيد
  • 12:33 . دوري أدنوك.. الجزيرة يسحق عجمان ودبا الحصن يحقق فوزه الأول... المزيد
  • 09:37 . صحف بريطانية: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو زلزال هز العالم... المزيد
  • 09:11 . حادثة مفاجئة.. اختفاء مبعوث طائفة يهودية في أبوظبي... المزيد
  • 09:00 . إيران تتحدث عن تعزيز العلاقات مع السعودية... المزيد
  • 08:32 . "القسام" تعلن مقتل أسيرة إسرائيلية جديدة... المزيد
  • 08:22 . الإمارات تحدد مراحل رفع الحظر على طائرات "الدرون"... المزيد
  • 08:07 . 32 قتيلا في أعمال عنف طائفية في باكستان... المزيد
  • 07:38 . الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة "سنجة" من الدعم السريع... المزيد
  • 06:57 . رئيس الدولة ونظيره الإندونيسي يشهدان إعلان اتفاقيات ومذكرات تفاهم... المزيد
  • 06:38 . صحيفة بريطانية: خلافات بين أبوظبي والرياض بشأن المناخ... المزيد
  • 12:56 . ترامب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثا خاصا لأوكرانيا... المزيد

كيف يوظف "داعش" جميع التناقضات لصالحه؟

الإمارات71 – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 16-09-2014

لا تزال مواقف وتناقضات كثيرة وعديدة يمكن أن تصب في صالح "داعش" رغم أن الظاهر، هو أن داعش وحدت العالم كله على محاربتها. وإن كان هذا صحيح نظريا وعاطفيا، فإن المصالح الاستراتيجية للأطراف المختلفة سيجعلها تعيد تعريف الأزمة وأطرافها وإدخالها في معركة صعبة للغاية من التفضيلات والاختيارات القاسية التي لا بد منها.

ففي مقال للصحفي الفلسطيني المعروف عبد الباري عطوان في صحيفة "راي اليوم"، شكك عطوان بنجاح التحالف الجديد ضد "الدولة الإسلامية" بدون مشاركة تركيا وإيران في التحالف. ففي حالة تركيا، ابتعدت عن بنفسها عن الانخراط بأي عمل مباشر ضد "داعش"، أما في حالة إيران، فإن التحالف هو الذي عزلها ورفض مشاركتها، وسرت أنباء تفيد بأن السعودية هي التي ضغطت باتجاه استبعاد إيران من المشاركة في التحالف الجديد، حتى لا تحاول من خلاله إعادة إنتاج نفسها أو إعادة تأهيل النظام، كما تبرر السعودية.
وفي المقابل، أعلن المرشد الإيراني خامنئي أن بلاده رفضت طلبا أمريكيا بالتعاون ضد داعش، و ذكرت مصادر إعلامية غربية بأن واشنطن تنسق مع نظام الأسد لمحاربة داعش، في حين أنها ترفض ذلك عبر الإعلام، وتلوح باستهداف الدفاعات الجوية السورية التي هددت باستهداف طائرات التحالف إن ضُربت "داعش" في سوريا بدون التنسيق مع النظام.  وأدى عزل إيران ونظام الأسد من هذا التحالف إلى تهديد مليشيات شيعية في العراق باستهداف القوات الأمريكية إن دخلت العراق بذريعة محاربة داعش، وأكد حزب الله اللبناني بأن "هذا التوقيت هو التوقيت الأكثر حاجة لوجوده في سوريا"، في إشارة إلى بدء المعركة بين "الجميع ضد الجميع".
فادعاءات حماية سيادة النظام السوري، وتحالف حزب الله معه، قد يكون هذا في مصلحة داعش وإن لم يقاتلوا إلى جانبه. وإيران حتى تثبت أنه لا يمكن تجاوزها في المنطقة، ستكون معنية بفشل التحالف لهذا السبب، وهو ما يصب في النهاية لصالح التنظيم.

الجانب الأكثر خطورة في هذا التحالف، هو أن دول الخليج العربية وخاصة السعودية والإمارات، والتي تتذمر بسبب عزوف الإدارة الأمريكية عن التدخل في المنطقة لصالح دول "الاعتدال" ضد الإسلام السياسي وضد الثورات العربية، هل ستسمح بنهاية سريعة للقضاء على داعش؟ فالقضاء على داعش يعني خروج واشنطن مرة أخرى من المنطقة وترك هذه الدول لمصيرها. وهو الأمر الذي قد يطيل عمر تنظيم الدولة. 

أما روسيا، فإن الزمن يدور دورته ويفتح لها بابا واسعا للانتقام من أمريكيا التي دعمت "الجهاد الأفغاني" في الثمانينات من القرن الماضي ضد السوفييت، وهو ما يسمح ل"داعش" فرصة للبقاء وربما تلقي الدعم لمواجهة واشنطن وهزيمتها.
في هذا الوضع المتداخل والذي قد يخلط الأوراق كلوحة سريالية، أخذت جماعات جهادية تعلن انضمامها إلى جانب "الدولة الإسلامية" في حرب أمريكيا وحلفائها  سواء الجماعات في سوريا أو بلاد المغرب العربي، جملة وأجنحة تنشق وتبايع "الخليفة البغدادي" أمام الهجمة "الصليبية الجديدة". وأكثر من ذلك، هو أن المقاربة الغريبة التي لا يزال تنطلق منها قطاعات واسعة من الشعوب العربية والإسلامية المستضعفة، هي أن من تعاديه أمريكيا وبعض الدول العربية التي تغض الطرف عن إرهاب إسرائيل، لا بد أن يكون على حق، وإلا لما تحالفت ضده كل هذه الدول. ورغم عدم استقامة هذا المنطق والذي يعتبر تسطيحا للأمور، إلا أنه منطق آخذ بالانتشار والقبول. ومما يبعث على الفزع أن إرهاب القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وتطرف أنظمة عربية، يبرر لدى شعوب عربية إرهاب داعش أو على الأقل يمنحهم قبولا به، ما دام أنه "إرهاب يقابل إرهابا".
جميع هذه التناقضات، وقلب الطاولة والأولويات في المنطقة، قد يكون في صالح تنظيم الدولة الإسلامية، والتي ربما خططت لهذه الصورة التحالفية الغربية العربية بصورة متعمدة لتحقيق أهداف دعائية أمام شعوب المنطقة لمنحها مشروعية استهداف دول المنطقة، أو أن الأحداث ذاتها قادت لهذا المشهد المعقد للغاية، والذي لا يمكن بعد التنبؤ بمساراته ومآلاته. فإذا قطعت واشنطن ودول عربية أمرها وتشكلت في حلف ضد "داعش" فلا تزال جبهة داعش قابلة للتوسع بصورة كبيرة لتضم المزيد من الجماعات التي قد لا تحب "زيدا ولكنها تكره عمرو" لتتحارب في موقعة تاريخية ليس مضمون فيها انتصار التحالف ضد "داعش"، وهو ما يوحي بأن المشهد السياسي والامني في المنطقة لا يزال بعيدا عن الاستقرار.