اعتبر المستشار السابق للسياسة الخارجية في وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ميسم بهرافش أن الهجوم الأخير الذي استهدف منشأة نطنز النووية لم يفلح في قلب حسابات إيران أو ثنيها عن الاستمرار في المفاوضات متعددة الأطراف، بل جاء بنتائج عكسية، حيث منح طهران ذريعة لتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي وعزز موقفها في المفاوضات.
وقال بهرافش في مقال له بمجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية إن طهران تبدو عازمة على توظيف وضع الضحية الذي وجدت نفسها فيه بسبب العمليات الإسرائيلية المتكررة ضد منشآتها النووية، لتحقيق هدفها المتمثل في رفع كامل للعقوبات المفروضة عليها خلال المفاوضات الراهنة في فيينا التي تسعى لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وهو مطلب كان سيبدو مبالغا فيه وقد يكلف طهران خسارة تأييد روسيا والصين في ظل ظروف أخرى.
وأشار المحلل السياسي الإيراني إلى أن الهجوم الذي تعرضت له المنشأة النووية في نطنز لم يمنح طهران ذريعة مشروعة لتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي الأكثر فعالية في تخصيب اليورانيوم دون تكلفة سياسية تذكر فحسب، بل من شأنه أيضا أن يمنع موسكو وبكين من الضغط على طهران لتقديم تنازلات للتوصل إلى حل وسط خلال مفاوضات فيينا.
كما يرى الكاتب أن الهجوم يعزز المصالح السياسية للنظام الإيراني على الصعيد المحلي، ويضمن له الفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في يونيو المقبل، وذلك بغض النظر عن المقاربة السياسية التي ستنتهجها الحكومة الإيرانية لتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد.
وقال بهرافش إنه بغض النظر عن مدى تأثير العملية الإسرائيلية ضد منشأة نطنز على مفاوضات فيينا التي تسعى لإحياء الاتفاق النووي مع إيران فإن النتيجة الإستراتيجية الصارخة هي أن الهجوم أدى إلى اصطفاف الشعب الإيراني خلف سياسات حكومته المتعلقة بالبرنامج النووي.
وكانت إيران أعلنت أمس الثلاثاء أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، وهو مستوى يقربها من القدرة على استخدامه عسكريا، وذلك بعد يومين من العمل "التخريبي" الذي استهدف منشأة نطنز النووية وحملت طهران مسؤوليته لإسرائيل.
وجاء إعلان إيران قبيل استئناف محادثات فيينا غدا الخميس لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وعلى الرغم من تنديد القوى الغربية بالقرار فإن البيت الأبيض أكد أن المحادثات هي السبيل الأفضل للتوصل إلى حل.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عباس عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية قوله -من فيينا- إن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% اعتبارا من اليوم الأربعاء.