قالت واشنطن، إن الولايات المتحدة وإيران بدأتا اتصالات دبلوماسية غير مباشرة من خلال أوروبيين وآخرين، وإن هناك رسائل تم تبادلها بين الطرفين حول الكيفية التي يمكن بها استئناف الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.
جاء ذلك على لسان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين، الجمعة، حيث قال: "الدبلوماسية مع إيران مستمرة في الوقت الراهن، لكن ليست بطريقة مباشرة".
وأضاف "هناك قنوات اتصال عن طريق الأوروبيين وآخرين، تمكنا من أن نوضح للإيرانيين موقفنا فيما يخص منهج الالتزام مقابل الامتثال للاتفاق، وأن نستمع إلى موقفهم (هم أيضاً)".
ورفضت الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي جو بايدن منح طهران محفزات أحادية الجانب لبدء المحادثات، لكنها أكدت على إمكانية أن يتخذ الجانبان خطوات تبادلية لاستئناف تنفيذ الاتفاق، وهو نهج تصفه واشنطن بأنه "الامتثال المتبادل"، في الوقت الذي تطالب فيه طهران واشنطن برفع العقوبات الاقتصادية عنها أولاً.
وقال سوليفان "عند هذه المرحلة ننتظر أن نسمع أكثر من الإيرانيين عن الطريقة التي يرغبون من خلالها في المضي قدماً. ولن يكون ذلك سهلاً، لكننا نؤمن بأننا نمر الآن بعملية دبلوماسية، وأنه يمكننا المضي قدماً، وأن نضمن في نهاية المطاف تحقيق هدفنا، وهو أن نمنع إيران من الحصول على سلاح نووي من خلال الدبلوماسية".
يشار إلى أن إيران بدأت في انتهاك الاتفاق النووي عام 2019، بعد نحو عام من انسحاب الإدارة السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية، فيما سرعت من وتيرة انتهاكها للاتفاق خلال الأشهر الأخيرة.
وفي الأيام القليلة الماضية، أعطت إيران إشارات مشجعة بشأن استئناف الدبلوماسية النووية وبدء محادثات غير رسمية، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الأسبوع الماضي، نقلاً عن دبلوماسي فرنسي.
جاء ذلك تزامناً مع قرار أوروبي بإلغاء مشروع قرار أمريكي ينتقد طهران، حيث قال دبلوماسيون إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا ألغت تقديم مشروع قرار تدعمه الولايات المتحدة ينتقد إيران، بسبب تقليصها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال ثلاثة دبلوماسيين يتابعون نشاط وكالة الطاقة الذرية عن كثب، إن الدول الأوروبية الثلاث ألغت خططها لتقديم مشروع القرار.
أحد الدبلوماسيين من دولة في المجلس متشككة بشأن القرار المقترح، قال: "صوت العقل بدأ يسود". وعبّرت دول أخرى عن قلقها من أن صدور قرار سيقوّض محاولات إنقاذ الاتفاق النووي.
وعبّر مشروع القرار الأوروبي، الذي جرى تداوله في وقت سابق هذا الأسبوع، عن "قلق عميق" إزاء تقاعس طهران عن تفسير العثور على جزيئات يورانيوم في ثلاثة مواقع قديمة، بينها موقعان كانت الوكالة قد تحدثت عنهما للمرة الأولى الأسبوع الماضي.
فيما قال دبلوماسي إن ذلك سيكون موضوع المشاورات الفنية، وإذا كان تعاون إيران غير كافٍ فإنه يمكن طرح مشروع القرار في الاجتماع ربع السنوي المقبل لمجلس الوكالة، في يونيو/حزيران.
بينما أبلغت الولايات المتحدة مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران حصلت على فرصة لمعالجة مخاوف الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن جزيئات يورانيوم عُثر عليها في مواقع قديمة غير معلنة، وأن واشنطن ستراقب الوضع عن كثب.
وجاء البيان الأمريكي إلى المجلس بعد وقت قصير من إعلان دبلوماسيين إلغاء خطط إصدار قرار ينتقد طهران. وذكر البيان: "إيران حصلت الآن على فرصة أخرى من المدير العام (للوكالة)، لإبداء التعاون اللازم قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة".
وأضاف أن "الولايات المتحدة ستعمل، مثلها مثل جميع أعضاء مجلس محافظي الوكالة، على تقييم وجهات نظرنا بشأن الخطوات التالية للمجلس، وفقاً لما إذا كانت إيران ستنتهز الفرصة السانحة أمامها لمعالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل نهائي وموثوق".