أرسلت السلطات في بنغلاديش، السبت، مجموعة رابعة من لاجئي مسلمي الروهنغيا إلى جزيرة نائية في خليج البنغال، رغم دعوات جماعات حقوقية لإيقاف هذه العملية لأسباب تتعلق بالسلامة.
وقال العميد البحري عبد الله المأمون شودري، مدير مشروع إعادة توطين الروهنغيا، لوكالة الأناضول التركية: "في الواقع، نحن مستعدون لإعادة توطين جميع الروهنغيا البالغ عددهم 100 ألف لاجئ في المنازل العنقودية بجزيرة بهاسان شار".
والسبت، تم نقل نحو ألف و463 من مسلمي الروهنغيا على متن سفن بحرية لجزيرة "بهاسان شار" المنعزلة وسط المحيط، من مدينة "تشاتوجرام" الساحلية شمالي بنغلاديش، بحسب المصدر نفسه.
وأضاف شودري أن "جميع المنازل الخرسانية جاهزة تمامًا لإيواء الوافدين الجدد".
والجمعة، قال م. مزمل حق، قائد بالقوات البحرية البنغالية، في مؤتمر صحفي، إنه "تم نقل ألفا و778 لاجئ لجزيرة "بهاسان شار"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
ومع الدفعة الجديدة، يبلغ إجمالي عدد مسلمي الروهنغيا في الجزيرة النائية حوالي 7 آلاف شخص، بما في ذلك 5 آلاف و224 من المجموعات الثلاث السابقة، الإضافة إلى 306 من الروهنغيا، الذين انتقلوا إلى الجزيرة منذ ما يقرب من 8 أشهر بعد أن أنقذتهم البحرية البنغالية في البحر.
وتصر الحكومة على أن خطة إعادة توطين اللاجئين في الجزيرة النائية تهدف إلى توفير ظروف معيشية أفضل، بحسب الوكالة الأمريكية.
وفي الوقت ذاته، تواصل الحكومة جهودها الدبلوماسية لإعادة أكثر من مليون لاجئ من أقلية الروهنغيا المضطهدة إلى ميانمار، وفقا للمصدر ذاته.
وكانت منظمات إنسانية وحقوقية عديدة، انتقدت نقل السلطات البنغالية لاجئي أراكان إلى جزيرة "بهاسان تشار"، لكونها معرضة لخطر الفيضانات والعواصف.
وتقع الجزيرة في خليج البنغال على بعد حوالي 50 كيلومترا من الساحل الجنوبي الغربي للبلاد، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب.
وتواجه أقلية الروهنغيا المسلمة، حملة عسكرية وحشية في ولاية "أراكان" الغربية في ميانمار، ولجأ أكثر من 1.2 مليون منها إلى منطقة "كوكس بازار"، جنوب شرق بنغلاديش.
وفي أغسطس 2017، أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، حملة عسكرية دامية بحق الروهنغيا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة آنذاك بأنها "تطهير عرقي".
وتعتبر حكومة ميانمار، الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم".