قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن أي مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني ستكون صارمة للغاية، وينبغي أن تشارك فيها المملكة العربية السعودية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أجرى فيه مبعوث الإدارة الأمريكية الجديدة روبرت مالي مع مسؤولين في لندن وباريس وبرلين مباحثات بشأن آلية التعامل مع طهران.
وأبلغ الرئيس الفرنسي ماكرون صحفيين على مائدة إعلامية مستديرة شملت التلفزيون المملوك لسعوديين "بأن الوقت المتبقي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي محدود للغاية".
كما أشار ماكرون إلى ضرورة تفادي تكرار أخطاء الاتفاق النووي الدولي الموقع عام 2015 مع إيران، مشدداً على أن "التفاوض مع إيران سيكون متشدداً جداً، حيث سنطلب ضمّ شركائنا في المنطقة إلى الاتفاق النووي الإيراني، ومن ضمنهم السعودية".
يأتي ذلك في الوقت الذي تحدث فيه المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بإيران، الجمعة، مع مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك في إطار بحث الولايات المتحدة سبل إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع إيران عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي، مشيراً إلى حوار المبعوث الأمريكي الخاص روبرت مالي مع المسؤولين السياسيين بوزارات الخارجية البريطانية والفرنسية والألمانية "الأمر يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف وتقييم ما تفكر فيه بقية الدول".
وأكد المصدر الثاني إجراء المحادثة لكنه لم يقدم تفاصيل. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الجمعة، إن طهران لن تقبل مطالبة الولايات المتحدة بالعدول عن تسريع برنامجها النووي قبل أن ترفع واشنطن العقوبات، وذلك رداً على مطالبة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إيران بالعودة للالتزام باتفاقها النووي مع القوى العالمية، قبل أن تفعل واشنطن نفس الشيء.
فقد أكد بلينكن في أول تعليقاته العامة بشأن إيران بصفته وزيراً للخارجية، على سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في أنه "إذا عادت إيران للالتزام الكامل بتعهداتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، فستفعل الولايات المتحدة نفس الشيء".
وهذا التعليق لوزير الخارجية الإيراني هو الثاني خلال ساعات، فقد ردّ على صفحته الرسمية بموقع تويتر على وزير الخارجية الأمريكي بالقول "على الولايات المتحدة العودة أولاً إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته بلاده مع القوى العالمية عام 2015 وانسحبت منه واشنطن في 2018".
كما عاد ظريف مرة أخرى، الجمعة، وأكد: "هذا الطلب غير عملي ولن يحدث".
وقال جواد ظريف في تغريدته على تويتر موجهاً حديثه لنظيره الأمريكي "الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق النووي الإيراتي، وحرمت الإيرانيين من الغذاء والدواء، وعاقبت طهران على الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2231. وطوال هذه الفوضى التامة التزمت إيران بالاتفاق النووي الإيراني، واتخذت فقط إجراءات تصحيحية متوقعة".
كما اتهم ظريف واشنطن مجدداً بمنع وصول الواردات الإنسانية إلى إيران، بعدما أعاد ترامب فرض عقوبات على بلاده، مضيفاً أن طهران انتهكت قيود تخصيب اليورانيوم، للرد فقط على انسحاب الرئيس الأمريكي السابق من الاتفاق.
وكان الاتفاق النووي المبرم في 2015 قد رفع العقوبات عن إيران مقابل قيود على برنامجها النووي، لكن طهران انتهكت شروطه بعد انسحاب ترامب في ردّ متدرج على سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق.