دعا الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، قيادة مجلس الشيوخ للمصادقة على التعيينات التي أجراها والقرارات التي يعتزم اتّخاذها في مستهلّ عهده، وذلك بالتوازي مع واجبات المجلس في إجراء محاكمة لسلفه المنتهية ولايته دونالد ترامب.
جاء ذلك في بيان صادر عن بايدن، في أول تعليق له على القرار الاتّهامي، الذي أصدره مجلس النواب بحقّ ترامب لمحاكمته أمام مجلس الشيوخ للمرة الثانية بقصد عزله.
وقال بايدن في بيانه إنّ الولايات المتّحدة ترزح تحت وطأة جائحة كوفيد-19 وتداعياتها الاقتصادية الخانقة وتحتاج لأن يقرّ مجلس الشيوخ سريعاً التعيينات في الإدارة الجديدة حتى تتمكّن من التصدّي لهذه التحدّيات بعد توليه منصبه في 20 يناير.
ولن تبدأ محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ إلا بعد أن يتولّى بايدن منصبه.
وأضاف الرئيس المنتخب "آمل أن تجد قيادة مجلس الشيوخ طريقة تمكّنها من أن تتعامل في آن معاً مع مسؤولياتها الدستورية بشأن إجراء العزل ومع الشؤون العاجلة الأخرى لهذه الأمة".
وتهدّد محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ بإعاقة عمل إدارة بايدن والإجراءات التشريعية التي يعتزم الديمقراطيون إقرارها في مستهلّ ولايته، ذلك أنّ مجلس الشيوخ لا يمكنه دستورياً، حال انعقاده كهيئة محكمة، أن يقوم بأي عمل آخر قبل انتهاء هذه المحاكمة.
وشدد بايدن على أنّ "أعمال العنف التي نفّذها حشد من أنصار ترامب قبل أسبوع حين اقتحموا الكابيتول هي "هجوم إجرامي مخطّط له ومنسّق نفذّه متطرّفون سياسيون وإرهابيون محليّون حرّضهم الرئيس ترامب على هذا العنف. ما حصل كان تمرّداً مسلّحاً ضدّ الولايات المتحدة. ويجب محاسبة المسؤولين عنه".
وأضاف "اليوم، مارس أعضاء مجلس النواب السلطة الممنوحة لهم بموجب دستورنا وصوّتوا على توجيه الاتّهام إلى الرئيس ومحاكمته. لقد كان تصويتاً من الحزبين من قبل أعضاء اتّبعوا الدستور وضميرهم".
وفي وقت سابق الأربعاء، صوت مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، لصالح الموافقة على عزل ترامب.
وهذه المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يصوت فيها على إجراءات عزل رئيس للمرة الثانية خلال فترته الرئاسية.
وصوت لصالح العزل إلى جانب الديمقراطيين 10 نواب من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، حسب "سي إن إن".
ويتهم قرار العزل ترامب بـ"التحريض على التمرد" لدوره في أحداث الشغب المميتة في مبنى الكونغرس، الأسبوع الماضي.
وسيبقى ترامب في منصبه ومن المرجح أن ينهي فترة ولايته لأن الأمر يتطلب إدانة من مجلس الشيوخ لإقالته.
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن، يوم 6 يناير الجاري، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.