ألقت السلطات المصرية القبض على 8 أشخاص؛ على خلفية اشتباكات اندلعت بين مسلمين ومسيحيين في محافظة المنيا (جنوب القاهرة)، بحسب وسائل إعلام محلية وأجنبية، فيما لم تعلق السلطات رسميا على الحادث.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر أمني، أنه تم دفع تشكيلات من قوات الأمن المركزي (تابعة لوزارة الداخلية) للسيطرة على الأوضاع داخل قرية البرشا (تابعة لمركز ملوى بالمنيا).
وأضاف أنه تم إلقاء القبض على 8 أشخاص من أهالي القرية، متهمين بالشغب والاعتداء على آخرين.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن سيطرت على القرية بعد تراشق بالقنابل اليدوية المتفجرة (مولوتوف) واشتباكات؛ بسبب تدوينة نشرها شاب مسيحي من القرية على موقع فيسبوك، مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتطور الأمر إلى اشتباكات بين الأهالي بالحجارة والمولوتوف، وحاصر مسلمون كنيسة "أبي سيفين"، أثناء إحياء مناسبة دينية، وفق الشهود.
وتنقل مستخدمون لوسائل التواصل صورا وتسجيلات مصورة قالوا إنها من اشتباكات المنيا، ويظهر أحد التسجيلات عددا من الأشخاص، وهم يهتفون "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ويتبادلون الرشق بالحجارة مع آخرين تجمعوا على بعد عدة أمتار.
وأظهرت المقاطع اشتعال النيران في أحد حظائر الحيوانات التابعة لمنزل أحد السكان المسيحيين، قبل أن يتجمهر الأهالي لإخمادها.
ودشن نشطاء وسما بعنوان (#القبض_علي_جرجس_سامح) في إشارة إلى الشاب المسيحي المتهم بكتابة العبارات المسيئة، فيما نقلت صحف محلية عن قساوسة أن هذا الشاب يقيم خارج القرية، وقال آخرون إن حسابه مخترق من آخرين.
ونقلت صحيفة الشروق المحلية عن الناشط القبطي أسامة عيد قوله إن "أحداث البرشا وراءها مغرضون وتصفية حسابات وعقاب جماعي؛ بسبب الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب".
ومن آن إلى آخر تحدث توترات بين مسلمين ومسيحيين في مصر، وعادة ما تشدد السلطات على أنها مجرد حوادث فردية، كان آخرها في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، الأسبوع الماضي، حينما كتب المدرس المسيحي هاني يوسف عبارات مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأوقفته السلطات للتحقيق قبل أن تطلق سراحه مؤخرا.
في المقابل يأتي هذا بعد أيام من تداول ناشطين مسيحيين في مصر صورة مكتوب عليها "أنا مسيحي ضد الإساءة للدين الإسلامي" بالعربية والفرنسية تضامنا مع المسلمين ضد التصريحات المسيئة للإسلام، التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.