دعت السفارة الأمريكية في بغداد، الأربعاء، السلطات العراقية إلى اعتقال ومحاسبة "المليشيات" المدعومة من إيران، والتي تقف وراء أحدث هجوم صاروخي استهدف السفارة وسط العاصمة بغداد.
ومساء الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع العراقية مقتل طفلة وإصابة 5 مدنيين، في هجمات بـ7 صواريخ استهدفت "المنطقة الخضراء" المحصنة أمنيا بالعاصمة.
وقالت السفارة، في بيان: "تدين حكومة الولايات المتحدة بشدة الهجوم الصاروخي الذي وقع أمس في بغداد، وأسفر عن مقتل طفل عراقي وإصابة مدنيين عراقيين آخرين".
وأضافت أن "المليشيات المدعومة من فيلق القدس الإيراني تستمر في زعزعة استقرار العراق وقتل المدنيين العراقيين وتهديد سيادة العراق".
ودعت السفارة، حكومة بغداد إلى "اعتقال ومحاسبة أولئك الذين يواصلون ارتكاب أعمال العنف ضد الدولة العراقية".
وهجوم الثلاثاء هو الأول من نوعه منذ خمسة أسابيع، بعدما توقفت الهجمات إثر إعلان جماعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة العراقية"، في 10 أكتوبر الماضي، إيقاف عملياتها ضد القوات والمصالح الأجنبية، وخاصة الأمريكية، لإتاحة الفرصة أمامها للانسحاب من العراق.
وجاء الهجوم بعد وقت قصير على إعلان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميللر، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، أن بلاده قررت سحب 500 جندي من أصل 3000 في العراق.
وبين واشنطن وطهران ملفات خلافية عديدة، منها السياسة الخارجية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، والبرنامج النووي الإيراني، والعداء المتبادل بين إيران وإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة.
وتتهم واشنطن فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف سفارتها في "المنطقة الخضراء"، وقواعد عسكرية ينتشر فيها الجنود الأمريكيون.
وكانت فصائل شيعية عراقية مسلحة، بينها كتائب "حزب الله" المرتبطة بإيران، هددت باستهداف مواقع القوات الأمريكية، إذا لم تنسحب امتثالا لقرار البرلمان العراقي بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.
وتبنى البرلمان هذا القرار، في 5 يناير الماضي، إثر مقتل كل من قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد. -