قالت الأمم المتحدة إن المحادثات الليبية الجارية في مدينة غدامس (جنوب غربي ليبيا) حققت توافقا وتقدما نحو الاتفاق على تطبيق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أسابيع، في حين تستعد الأطراف الليبية لجولة جديدة من الحوار السياسي في تونس.
وبدأت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) الاثنين في غدامس اجتماعات لمدة 3 أيام تركز على تنفيذ اتفاق جنيف الذي توصلت إليه في 23 أكتوبر الماضي اللجنة نفسها، التي تمثل حكومة الوفاق الوطني وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وهذه المحادثات التي ترعاها البعثة الأممية في ليبيا هي الأولى التي تعقد في ليبيا، وكانت اللجنة اجتمعت سابقا في القاهرة وجنيف.
وعقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، قالت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز إن وفدي اللجنة العسكرية المشتركة حققا تقدما وتوافقا، دون أن تحدد النقاط التي تم التوافق عليها.
وأضافت وليامز أن الوفدين سيناقشان في جلسة اليوم الثلاثاء تفاصيل تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وأشادت بما سمته روح المسؤولية لدى الطرفين.
كما سيبحث الطرفان اليوم تشكيل لجان فرعية تؤسس للبدء في سحب قواتهما من خطوط التماس بينهما غرب مدينة سرت، وإنهاء وجود المرتزقة، وفتح الطرق والممرات البرية بين شرق ليبيا وغربها وجنوبها.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 90 يوما، وتشكيل قوة عسكرية ليبية مشتركة تديرها غرفة عمليات موحدة، وفي حين لقي الاتفاق ترحيبا دوليا واسعا، فقد أُثيرت شكوك في الداخل والخارج في إمكانية تنفيذه.
وتأتي المحادثات العسكرية بينما تستضيف تونس في التاسع من الشهر الجاري جولة من الحوار السياسي قد تشهد مشاركة عناصر من النظام الليبي السابق، وفق ما أشارت إليه مؤخرا رئيسة البعثة الأممية بالإنابة.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج قال في كلمة لليبيين مساء الأحد إن صناعة الاستقرار والسلام الدائمين يجب أن تبدأ بإنهاء المراحل الانتقالية، وإجراء الانتخابات وفق قاعدة دستورية، معتبرا ذلك أقصر الحلول لإنهاء الأزمة في بلاده.
الرحلات الجوية
في الأثناء، ذكرت مصادر مقربة من قوات حفتر أنه أمر بإعادة افتتاح مطار سبها (جنوبي ليبيا) أمام الرحلات القادمة من المطارات الأخرى في شرق البلاد وغربها.
ويأتي هذا التطور عقب قيام قواته في الأيام الماضية بمنع طائرة كانت قادمة من طرابلس من الهبوط في المطار.
كما يأتي بعد توافقات شملت رفع قوات حفتر الحصار الذي فرضته لأشهر عدة على الحقول والموانئ النفطية.