توصلت دراسة حكومية أمريكية إلى أن العديد من النساء يعانين من أعراض الاكتئاب بعد الولادة، ولكن بالنسبة لبعض النساء يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لسنوات.
تتبعت الدراسة 4900 أمًا جديدة، ووجدت أن ربعهن عانين من أعراض الاكتئاب في مرحلة ما من سنوات أطفالهن الثلاث الأولى، لكن الأعراض بدأت في وقت مبكر ولم تتحسن أبدًا، أو أخذت وقتًا لتظهر، بالنسبة لنصفهن.
وقالت الباحثة الرئيسية "ديان بوتنيك" إن كل هذا يشير إلى أنه يجب فحص النساء بحثًا عن اكتئاب ما بعد الولادة لفترة أطول.
وأضافت: "يمكنني القول أن المسح قد يستمر لمدة عامين".
في الوقت الحالي، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، أطباء الأطفال بتولي مهمة مسح اكتئاب ما بعد الولادة، حيث تقول إنه يجب عليهم مسح الأمهات بحثًا عن الأعراض في الفحوصات الروتينية لأطفالهن خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل.
يأتي ذلك لأن اكتئاب ما بعد الولادة عادة ما يظهر في تلك الفترة، ولأن الأطفال يخضعون لفحوصات متكررة خلال تلك الأشهر، لذا فإن أطباء الأطفال لديهم فرصة أفضل للتعرف على أعراض اكتئاب الأمهات.
ولكن، من ناحية أخرى، فإن أطباء الأطفال محدودو القدرة، ليس لديهم إمكانية الوصول إلى السجلات الطبية للحصول على الصورة الأكبر، بما في ذلك ما إذا كانت المرأة لديها تاريخ من الاكتئاب الإكلينيكي، ويمكنهم فقط اقتراح قيام الأمهات بالمتابعة مع مقدم الرعاية الخاص بهن.
وقال الدكتور "راهول جوبتا"، كبير المسؤولين في منظمة "مارش أوف دايمز" غير الربحية: "التوصية ممتازة، إنها نقطة انطلاق رائعة".
لكن "جوبتا" قال إن أطباء الرعاية الأولية بحاجة إلى المشاركة، خاصة أن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يستمر، أو يظهر في وقت لاحق نسبيًا بعد الولادة.
وأشارت الباحثة الرئيسية إلى أن الأمهات في كثير من الأحيان ينشغلن برعاية أطفالهن وبقية أفراد الأسرة، وقد يخبرن أنفسهن أن أعراضهن ستختفي، وهو ما يتحقق أحيانًا، لكن بالنسبة لبعض النساء، يزداد الأمر سوءًا.
ينوّه "جوبتا" بأن الاكتئاب حالة طبية، ويُعتقد أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وبعده تساهم في اكتئاب الأم، ويشجع النساء على التحدث إلى الطبيب حول الأعراض المستمرة.
وأضاف أن الفحص الروتيني مهم أيضًا، لأن النساء قد لا يعرفن أن مشاكل معينة - مثل مشاكل النوم أو التعب أو تغيرات الشهية - مرتبطة بالاكتئاب، مضيفا أن الحصول على المساعدة يمكن أن يخدم الأسرة بأكملها.
وأشار إلى أنه "من أجل التركيز على أطفالك، عليك أن تعتني بنفسك أيضًا".