أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أجزاء من اليمن تشهد أعلى مستويات سوء التغذية الحاد بين الأطفال مما يلقي الضوء على تحذيرات بأن البلد يقترب من أزمة طاحنة في الأمن الغذائي.
وتفاقمت مسببات سوء التغذية في اليمن في 2020 مع تفشي فيروس كورونا والتراجع الاقتصادي والسيول وتصاعد القتال في حرب مستعرّة لمدة ست سنوات، عطفاً عن النقص الكبير المسجل هذا العام في تمويل المساعدات مما زاد وضع الجوع سوءا.
وقالت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن "نحذر منذ يوليو من أن اليمن على شفا كارثة تتعلق بالأمن الغذائي. إذا لم تتوقف الحرب الآن، فإننا نقترب من وضع لا يمكن إصلاحه وخطر فقدان جيل من أطفال اليمن الصغار".
ووفقاً لتحليل وضع سوء التغذية في جنوب اليمن بناء على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الخاص بالأمم المتحدة، زادت حالات سوء التغذية الحادة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات بنحو عشرة بالمئة في 2020 إلى أكثر من نصف مليون.
تراجع المساعدات
وزادت حالات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة 15.5 بالمئة ونحو ربع مليون امرأة حامل أو مرضعة تحتاج لعلاج من سوء التغذية.
وهناك نحو 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة في جنوب اليمن الخاضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً. ولم تتح بعد بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في شمال اليمن حيث يقيم أغلب السكان والذي تسيطر عليه جماعة الحوثي.
ورغم ذلك لم تعلن المجاعة رسمياً في اليمن، وسط تحذيرات الأمم المتحدة من أن البلاد تشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم بعد أن بات 80 بالمئة من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وتقول الأمم المتحدة إنها لم تتلق حتى منتصف أكتوبر سوى 1.43 مليار دولار من 3.2 مليار المطلوبة للمساعدات الإنسانية في اليمن لعام 2020. وبدأت برامج المساعدات في التقلص والإغلاق.
وقالت المنظمة إنها تحتاج بشكل عاجل إلى 50 مليون دولار لدعم برامج التغذية.