ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنّ الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي يرسلون إشارات إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنّه لن يُتساهَل مع انتهاكات حقوق الإنسان إذا فاز جو بايدن بانتخابات الرئاسة الشهر المقبل.
ولفتت الصحيفة إلى أن النظام الاستبدادي في مصر سجن آلاف المعارضين السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والمحامين المؤيدين للديمقراطية، بتهم ملفقة في كثير من الأحيان.
وتحدثت الصحيفة عن مطالبة 56 مشرعاً أميركياً في رسالة إلى السيسي بإطلاق المعتقلين تعسفياً لممارستهم حقوقهم الإنسانية الأساسية. ولفتت إلى أن الرسالة التي من المقرّر إرسالها اليوم الاثنين، تفصّل قضايا عدّة لما يقول المشرّعون إنها اعتقال جائر ويثير مخاوف من تفشي فيروس كورونا في السجون المصرية.
ويقول المشرّعون في رسالتهم التي حصلت عليها "واشنطن بوست" ووقّع عليها 55 مشرعاً ديمقراطياً والسيناتور المستقلّ بيرني ساندرز: "هؤلاء هم الأشخاص الذين لم يكن يجب سجنهم في المقام الأول".
ويشدّد المشرّعون على أن توقيف المثليين وتعذيبهم في مصر "ممنهجان". ويذكّرون بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال عن السيسي سابقاً: "ديكتاتوري المفضّل"، الأمر الذي يرى ناشطو حقوق الانسان أنه شجّع السيسي على زيادة قمعه.
ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي التعليق على الرسالة الأحد.
ويقول النائب الديمقراطي رو خانا، الذي قاد مكتبه جهود توجيه الرسالة، إنه يعتقد أن هناك إشارة واضحة إلى أنه عندما تتغيّر الإدارة، ستكون هناك مقاربة مختلفة جداً للسياسة الخارجية، وخصوصاً في الشرق الأوسط.
ويضيف: "هذا يعني أن علاقتنا مع مصر سيُعاد فحصها من منطلق حقوق الإنسان، وأن حقوق الإنسان ستُعطى الأولوية".
ويشير خانا إلى أن المحرّك الفوري للرسالة هو حملة القمع المصرية على الناشطين والمعارضين المفترضين في الأسابيع الأخيرة، إذ اعتُقِل أكثر من 900 شخص منذ 20 سبتمبر الماضي، في أعقاب تظاهرات صغيرة مناهضة للسيسي أُقيمت في أنحاء البلاد، وفق المفوضية المصرية للحقوق والحريات.
ويسمّي المشرّعون أكثر من 20 ناشطاً ومحامياً ومعارضاً سياسياً وصحافياً تعرّضوا للسجن التعسفي. وتتضمّن اللائحة الناشط السياسي رامي شعث، المعتقل منذ أكثر من سنة على ذمة التحقيق، والناشط القبطي المسيحي رامي كامل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في وقت تنتفض فيه النساء المصريات ضدّ العنف الجنسي، هناك من لا يزلن في السجن بسبب "تيك توك".
ويحضّ المشرّعون حكومة السيسي على إطلاق المعتقلين قبل أن يتحوّل سجنهم غير المشروع حكماً بالإعدام بسبب جائحة وباء كورونا، متحدثين عن الصحافي محمد منير الذي أصيب بالفيروس في توقيف على ذمة التحقيق في قضية، والذي توفي لاحقاً في مستشفى في القاهرة.
وتقول الرسالة إنّ من الواضح أن الاكتظاظ الكثيف، وسوء النظافة وعدم القدرة على الحصول على رعاية صحية ملائمة في سجون النظام المصري، أمور تهدّد صحة جميع المعتقلين وحياتهم، وأنّ هذا الخطر يتفاقم الآن بعد ظهور تقارير جديدة عن إصابات بكوفيد-19 في صفوف العاملين في السجون والمعتقلين. وتشير الصحيفة إلى أن ناشطي حقوق الانسان في مصر رحّبوا بالرسالة، معتبرين أنّها بمثابة