قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد إنه سيمهل الزعماء اللبنانيين من أربعة إلى ستة أسابيع أخرى لتنفيذ خارطة طريق اقترحتها باريس لإنقاذ لبنان من الانزلاق إلى الفوضى، والتي تشمل تشكيل حكومة جديدة.
وي مؤتمر صحفي عقده في باريس حول الوضع السياسي في لبنان، قال ماكرون إن "خارطة الطريق الفرنسية هي الخيار الوحيد المتاح في لبنان ولا تزال مطروحة".
وأضاف أن "الأطراف اللبنانية يتحملون كامل المسؤولية عن هذا الفشل".
وأفاد الرئيس الفرنسي بأنه "أمام القادة اللبنانيين فرصة أخيرة للوفاء بالتعهدات التي أعلنوها بداية أيلول/سبتمبر الجاري، بهدف تشكيل حكومة مهمة والحصول على المساعدة الدولية".
وتابع قائلاً "نشعر بالخجل لما فعله القادة اللبنانيون، ونمهلهم 4 إلى 6 أسابيع لتشكيل حكومة في إطار المبادرة الفرنسية".
ولفت ماكرون إلى أنه "لا دليل على أن إيران لعبت دورا في منع تشكيل الحكومة اللبنانية".
وقال إن على "حزب الله ألا يعتقد أنه أقوى مما هو".
وتابع قائلاً "لا يمكن أن يكون حزب الله في الوقت نفسه جيشا يحارب إسرائيل، ومجموعة تحارب في سوريا، وحزبا يحظى باحترام في لبنان.. عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين.. وفي الأيام الأخيرة، أظهر بوضوح عكس ذلك".
وجاءت هذه التصريحات عقب إعلان رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، السبت، عن إكمال مهامه في تشكيل الحكومة اللبنانية التي كلفه بها رئيس الجمهورية في 31 أغسطس الماضي.
وفي تصريح متلفز له بثه التلفزيون الرسمي، قال أديب: "فور شروعي بالاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة أعلنت كتل سياسية عدة بأنها لن تسمي أحدا، وأبلغت الجميع أني لست بصدد اقتراح أسماء قد تشكل استفزازا لأي طرف".
وواجه تشكيل الحكومة عقبات، إذ تمسك بحقيبة المالية الثنائي الشيعي "حركة أمل"، برئاسة نبيه بري، وجماعة "حزب الله" حليفة النظام السوري وإيران، المحور المعادي لإسرائيل حليفة واشنطن وبعض الأنظمة العربية.
وكان من المقرر أن تكون حكومة أديب -لو تشكلت- أن تخلف سابقتها برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس، بعد ستة أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها ماكرون، الذي تتهمه أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان. -