في رحلة السعي لخسارة الوزن، يحاول كثيرون تجربة عدة أنواع من الحميات الغذائية، ولكن التخلص من الوزن الزائد لا يعتمد فقط على ما تأكله، وإنما على حجم الطبق وسعته، وهي الخصائص التي يمكن أن تحدث فرقا واضحا في كمية الطعام الذي تتناوله.
في مقالها الذي نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية، قالت الكاتبة ليندا بلير إن سبتمبر/أيلول يمكن أن يكون الوقت المناسب لتغيير حياتك للأفضل، وفقدان بعض الوزن بعد شهور من العزل المنزلي.
وفي الأثناء، من المهم أيضا أن تدرك مدى أهمية الأواني الفخارية والزجاجية وأدوات المائدة التي تستخدمها.
ونوهت الكاتبة إلى أن الطبق الذي نضع فيه وجبة الطعام يؤثر على الكمية التي نأكلها، وفقا للباحث براين وانسينك من جامعة كورنيل.
وحسب النتائج التي توصلت إليها مجموعة من الدراسات، فإن المشاركين الذين يتناولون الطعام في أطباق أكبر يستهلكون كمية أكبر من أولئك الذين يستخدمون الأواني الفخارية الصغيرة، لكن فعالية هذا التأثير تقل بشكل غريب إذا كان الوعاء يحمل لون مفرش المائدة ذاته.
وأكدت الكاتبة أن حجم أدوات المائدة يلعب دورا مهما في هذا الشأن. وخلال تجربة أخرى، جنّد وانسينك 85 اختصاصي تغذية، وتحديدا خبراء في قيمة الطعام والسعرات الحرارية؛ لتناول "الآيس كريم".
وبشكل عشوائي، عرضت عليهم أوعية كبيرة أو صغيرة وملاعق كبيرة أو صغيرة، وطلب منهم خدمة أنفسهم، وأخذ كمية "الآيس كريم" التي يرغبون في تناولها.
تناول الطعام في أطباق كبيرة يزيد الاستهلاك دون وعي
وكانت النتيجة أن أولئك الذين سكبوا في وعاء كبير تناولوا مزيدا من "الآيس كريم" بنسبة 31%، وأولئك الذين أعطوا ملعقة أكبر تناولوا كمية أكبر بنسبة 14.5%، أما أولئك الذين استخدموا طبقا وملعقة كبيرين، فتناولوا كمية أكبر من "الآيس كريم" بنسبة 56.8%.
وعندما أجريت معهم مقابلة في وقت لاحق، لم يكن أولئك الذين سكبوا لأنفسهم كمية أكبر مدركين أنهم تناولوا حصة أكبر من زملائهم.
وأوضحت الكاتبة أن شكل الكؤوس يؤثر على كمية الطعام التي تُتناول، حيث تظهر العديد من الدراسات حول حجم الكؤوس أن أولئك الذين يشربون في كؤوس واسعة قصيرة أو منحنية أو مائلة إلى الخارج يصبون كميات أكبر/ ويشربون أكثر من أولئك الذين يشربون في كؤوس رفيعة وطويلة.
في هذا السياق، أكد كل من كورت فان إيترسام من معهد جورجيا للتكنولوجيا وبريان وانسينك أن تأثير حجم الأواني هو ذاته على الأطفال والكبار.
وكشفت إحدى الدراسات عن أن الأشخاص البالغين الذين شربوا العصير في كؤوس قصيرة واسعة استهلكوا أكثر بنسبة 19.2% من أولئك الذين استخدموا كؤوسا رفيعة.
وكان التأثير مماثلا بالنسبة للأطفال الذين شربوا كمية أكبر من العصير بنسبة 76.4%، لأنهم استعملوا كؤوسا قصيرة وواسعة.