هل من الممكن أن يكون فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2″، المسؤول عن تفشي وباء مرض كوفيد-19 بأنحاء العالم، قد تعرض لتحولات جعلته أكثر قابلية للانتشار ولكن أقل خطورة؟
يقول الكاتب يان فيردو في تقرير نشرته صحيفة "ليزيكو" الفرنسية إن ثلاثا من أبرز المجلات العلمية في العالم، والمهتمة بدراسة الطفرات الجينية التي تؤثر على بروتين سبايك (Spike protein) الذي يستخدمه هذا الفيروس للدخول إلى الخلايا الإنسانية، كانت إجاباتها نعم.
وقال الكاتب إن هذه التطورات تمثل أخبارا إيجابية في مجال مكافحة كوفيد-19.
وبحسب بعض الدراسات، فإن فيروس كورونا قد تعرض إلى طفرة جينية جعلته معديا أكثر، ولكن في الوقت نفسه أفقدته تأثيراته المميتة.
ويضيف الكاتب أن ثلاث دراسات علمية على الأقل، منها واحدة نشرت في مجلة "سل" (Cell) المحكمة بتاريخ 3 يوليو الماضي، خرجت كلها بهذه الخلاصة المبشرة التي أعلنها رئيس الجمعية الدولية للأمراض المعدية بول تمبيا.
هذه الدراسة المنشورة في مجلة سل إلى جانب اثنتين من الدوريات العلمية بتاريخ 12 يونيو و6 يوليو الماضيين، ترتكز على طفرة يشار إليها بالرمز "دي614جي" (D614G)، التي كثرت في الأشهر الأخيرة وأصبحت هي السمة السائدة في كامل أنحاء العالم.
والملاحظ أنه قبل تاريخ 1 مارس الماضي، كانت هذه الطفرة المسماة دي614جي حاضرة في 10% فقط من التحولات الجينية التي مرّ بها الفيروس عند مراقبته من قبل الباحثين.
تحولات جينية
ولكن بداية من ذلك الشهر، أصبحت هذه الطفرة حاضرة في 78% من التحولات الجينية.
هذه الطفرة تعتبر في غاية الأهمية لأنها أثرت على الجين المسمى سبايك، والبروتين الذي يحمل الاسم نفسه، وهو المسؤول عن تمركز الفيروس داخل مستقبلات "إيه سي إي-2" (ACE-2) في الخلايا البشرية.
ويؤكد الكاتب أن هذه التحولات جعلت فيروس كورونا قادرا على الانتشار بكثافة والتموقع داخل الخلايا، وهو ما أدى لتزايد نمط العدوى بشكل واضح، إلا أنها في الوقت نفسه خففت من أعراضه المرضية، أي قدرته على التأثير على جسم الإنسان. وهذا يعني بعبارات أوضح أن الفيروس أصبح ينتشر بشكل أسرع، ولكن يخلف أضرارا أقل.