نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقال رأي للباحث السعودي عبد الله العودة، نجل الداعية المعتقل سلمان العودة، تحدث فيه عن عفو أبناء الصحفي الراحل جمال خاشقجي عن قتلة والدهم، واعتبر فيه أن القرار ربما اتخذ نتيجة ضغوط مارستها السلطات السعودية على العائلة.
وأشار المقال إلى أن المحكمة السعودية العليا ووزير العدل السابق محمد العيسى أقرا في وقت سابق بأن هذا النوع من القتل لا يمكن العفو عنه حتى من أحد أفراد العائلة، وفقا للقانون السعودي.
وقال العودة إن عائلة خاشقجي -الذي قتل بشكل مروّع على يد فريق أمني سعودي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية مطلع أكتوبر 2018- لا تختلف عن أيّ أسرة سعودية تواجه ضغوطا وترهيبا هائلا من السلطات السعودية.
وأضاف أن هناك أعدادا غير مسبوقة من الحالات التي تستخدم فيها السلطات السعودية عائلات ناشطين وكتاب سعوديين لاجئين بالخارج بمثابة "رهائن" لترهيب هؤلاء الذين يعارضون سياساتها، مشيرا في هذا الإطار إلى أحدث حالة، والمتمثلة في اعتقال نجلي سعد الجبري، ضابط المخابرات السابق ومستشار ولي العهد السابق محمد بن نايف، واللاجىء في كندا منذ عام 2017.
واستشهد العودة بحالات يتم فيها استخدام العائلات لترهيب الناشطين والكتاب في الخارج، ومنها عائلته التي مُنع منها 17 فردا من السفر، للضغط عليه من أجل العودة إلى المملكة، وعلى والده المسجون سلمان العودة.
ووفق تعبير الباحث السعودي، فإن الحكومة السعودية، والتي لا تبدي أي رحمة مع المعتقلين من المثقفين والصحفيين والدعاة الذين يعانون في السجون بسبب دعوتهم للإصلاح، لا تتذكر فضائل العفو إلا حين يتعلق الأمر بمن نفذوا واحدة من أبشع الاغتيالات في تاريخ المنطقة، في إشارة إلى قتلة خاشقجي.
وكان صلاح خاشقجي، نجل الصحفي السعودي الراحل، قد نشر قبل أيام تغريدة على تويتر، قال فيها إنه وإخوته قرروا العفو عن قاتل والدهم "لوجه الله"، دون أن يشير إلى هوية مرتكب الجريمة.
وأثار هذا الإعلان انتقادات من جهات حقوقية دولية ومسؤولين أمميين ومشرعين أميركيين، ولم تستبعد هذه الأطراف أن يكون القرار اتخذ نتيجة ضغوط مورست على أبناء الراحل.
وفي هذا الإطار، قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات القتل خارج القضاء أنييس كالامار إن إعلان عائلة خاشقجي مسامحة القتلة هو أمر صادم، ووصفت ذلك بـ"المهزلة"، بينما اعتبرت خديجة جنكيز -خطيبة جمال خاشقجي- أنه ليس لأحد الحق في العفو عن قتلته، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه ناشطون حقوقيون سعوديون.
وأثار اغتيال خاشقجي غضبا عالميا، وقالت تقارير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وحكومات غربية إنها تعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصدر الأوامر بقتل خاشقجي.