ينطلق يوم غد الأحد التعليم عن بُعد، في جميع المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة لجميع المراحل والمسارات التعليمية، وذلك بعدما انتهت وزارة التربية والتعليم من أسبوع التدرب التخصصي الذي بدأ الأحد الماضي لتدريب المعلمين والقيادات المدرسية على أسس التعليم عن بعد، وإعداد المواد التعليمية التفاعلية.
وانتهت وزارة التربية من تسليم طلبة المدارس الحكومية أجهزة كمبيوتر لمن لم يتمكن من توفيره. وعممت الوزارة أمس نموذجين عن سياسة استخدام الأجهزة المقدمة من برنامج محمد بن راشد للتعلّم الذكي، موجهة الإدارات المدرسية بضرورة إعادة إرسال النموذجين إلى أولياء الأمور، لتوقيعهما مع ذكر الرقم التسلسلي للأجهزة، والاحتفاظ بكشف عنهما في المدرسة.
ولفتت الوزارة إلى ضرورة تنبيه أولياء الأمور أن هذه الأجهزة معارة لهم، ويجب إرجاع الجهاز بعد الانتهاء من مرحلة التعليم عن بعد، وأي ضرر يلحق بالجهاز سيتحمل ولي الأمر تكلفة إصلاحه.
وكانت الوزارة قد طبّقت التعليم عن بعد بشكل تجريبي على ثلاث مراحل، ضمت الأولى خمس مدارس، والمرحلة الثانية جميع صفوف الحلقة الثانية والثالثة من الخامس إلى الثاني عشر، فيما شملت المرحلة الثالثة التي طبقت يوم الأربعاء الماضي لمدة ساعة واحدة مسائية جميع الصفوف والمسارات التعليمية.
من جهة ثانية، شرح الدكتور هاشم الزيود اختصاصي تدريب في مركز تدريب المعلمين في عجمان سمات الحصة الإلكترونية في التعليم عن بُعد الذي ينطلق اليوم الأحد.
وقال: إن التعليم عن بعد هو تعليم تفاعلي يكون فيه نصيب الطالب أكبر في الاشتراك بالعملية التعليمية، ويكون مسؤولاً عن تعلمه أكبر منه في التعليم المباشر. أما المعلم فيختلف دوره عن بعد ليكون موجهاً وميسراً.
كما يسهم التعليم عن بعد بشكل كبير في بناء شخصية الطالب، لأن العديد من المصادر متاحة أمامه في العديد من المواد، وعليه أن يتعامل مع كم كبير من المعلومات، لذلك فإن من مهامه فرز تلك المعلومات، وما الذي يريده منها تحديداً لكي يحقق هدفه التعليمي. ولفت إلى أن التعلّم عن بعد ليس بمهمة سهلة بالنسبة لجميع أطراف العملية التعليمية، إلا أنها ليست مستحيلة.
وعن التحديات التي قد تواجه المجتمع التعليمي خلال الدراسة عن بعد، لفت الزيود إلى أنها عديدة منها ضبط الطالب في التعامل مع التقنيات المستخدمة في التعليم عن بعد، والبرامج والتطبيقات، وضبطه بالتفاعل مع المعلم والمادة العلمية المقدّمة.
وأشار إلى أنه لتخطي تلك التحديات تمّ توجيه المعلمين بالحرص خلال إعداد المادة التعليمية أن يكون المحتوى تفاعلياً يراعي أنماط التعلّم المختلفة، ويكون الطالب فيه جزءاً من المعلومة. وخلال الحصة التعليمية عن بعد، قال الزيود: تمّ توجيه المعلمين بطرح أسئلة مباشرة على الطلبة بأسمائهم لضبط المنتبهين، بالإضافة إلى ضرورة تفادي أي فترة صمت خلال الحصة التعليمية عن بعد.
ويرى الزيود أن ولي الامر خلال التعليم عن بعد هو أشبه بالمعلم المساعد في الغرفة الصفية مع الأخذ بعين الاعتبار انشغالاته. ولفت إلى أنه المطلوب منه التحدث مع أبنائه عن أهمية المرحلة وربطها بالمواطنة، وتوعية الأبناء بالجرائم الالكترونية ونظام العقوبات في دول الإمارات، وتقديم الحوافز للأبناء عند تفاعلهم بشكل جيد مع المعلم والمادة التعليمية، بالإضافة إلى البيئة التقنية والمكانية المحيطة بالطالب خلال الحصة التعليمية.