أرجع آرون ديفيد ميلر الباحث في مركز ويلسون في واشنطن لصحيفة نيويورك تايمز صمت الزعماء العرب والخيانة العربية لغزة إلى ما أسماه "كراهيتهم للإسلام السياسي" الذي برز على الساحة بعد الربيع العربي والارتفاع في صعود حركات مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس إلى مراكز السلطة".
ونقل تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني بعنوان (الخوف من الإسلام السياسي…. لماذا خان العرب غزة؟) أوThe Fear of Political Islam: Why Arabs Betrayed Gaza ، عن "آرون ديفيد ميلر"، قوله عن عمق الخيانة العربية التي لا لبس فيه: "إنني لم أر أبدا وضعا مثل ذلك، حيث قبلت الكثير من الدول العربية بالموت والدمار في غزة وضرب حماس".
وأضاف: "لا يزال بعض الحكام العرب يعلنون تأييدهم القوي لفلسطين، غير أن الحرب" كشفت بلا شك أن مثل هذا التضامن هو فقط مجرد كلمات؛ وأن بعض العرب يرغبون في رؤية إسرائيل وهي تسحق أي مظهر من مظاهر المقاومة الفلسطينية في غزة وفي أي مكان آخر".
المبادرة المصرية
وحول المبادرة المصرية قال الكاتب، "كانت مهزلة هدفها إلقاء اللوم في نهاية المطاف على حماس والمقاومة في غزة لرفضها وضع حد للصراع (الذي لم تبدأه بل كانت ضحية له)، وإلى دعم السيسي كرمز جديد للسلام والاعتدال في المنطقة؛ وأن هذا “الرجل القوي” هو النوع الذي تحب حكومة الولايات المتحدة القيام بأعمال تجارية معه".
وتابع: "لكن كل ذلك فشل بالطبع، لسبب واحد وحيد، وهو ثبات المقاومة في غزة على الأرض، حيث كلفت إسرائيل خسائر عسكرية خطيرة، وكسبت التعاطف والاحترام في جميع أنحاء العالم".
تفاعلات انتصار المقاومة
وأكد الكاتب أن "فوز حماس في معركة غزة، فإن ذلك سيؤكد أن المقاومة أقوى من أي جيش في الشرق الأوسط، كما سيعاني نتنياهو ، حماس وإيران ستعيدان إحياء “معسكر المقاومة” مرة أخرى، وسيكون الانتصار المعنوي للإخوان والهزيمة المعنوية للسيسي (والدور الإقليمي المنشود له) مذهلا".
وفسر التقرير هذا الموقف -على لسان "مارتن إنديك" عضو اللوبي الإسرائيلي السابق ونائب الرئيس الحالي لمعهد بروكينغز في واشنطن- بأن "هناك اتفاق مصالح بين تلك الدول كما أن لهم خصوما مشتركة، وحينما وجدوا أن الولايات المتحدة أقل انخراطا مما كانت عليه من قبل، فإنه من الطبيعي أن تنظر تلك الدول إلى بعضها البعض بهدوء، وتحت الطاولة في معظم الأحيان لإيجاد وسيلة لمساعدة بعضهم البعض".
وقال: " فوز حماس يعني، أن يغير ذلك تماما من الخطاب السياسي في الشرق الأوسط، حيث سيثبت أن إرادة الطرف الضعيف، مرة أخرى، تجرؤ على تحدي الأطراف القوية والمطالبة بإصلاحات وتفعيل الديمقراطية، وتهدد بأن تصبح المقاومة وسيلة واقعية لتحقيق هذه الأهداف".
ورصد التقرير مكسب أخر لانتصار المقاومة قائلا أن: "فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006 أحيا إمكانية أن يستطيع الإسلام السياسي تحقيق أهدافه من خلال صناديق الاقتراع، وهو ما كان نذيرا بصعود الإسلام السياسي في جميع أنحاء المنطقة في أعقاب الربيع العربي، وأن أي انتصار للمقاومة الفلسطينية يمكن أيضا أن ينظر إليه بأنه على نفس الدرجة من الخطورة بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الإبقاء على الوضع الراهن في جميع أنحاء المنطقة".