اعتبر إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الحرب على غزة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، مؤكدا ان المقاومة التي لقنت الاحتلال درسًا على حدود غزة تعد الان خطط الهجوم قبل الدفاع لخوض معركة التحرير والقدس.
وقال هنية في أول ظهور له منذ بدء الحرب على غزة قبل 51 يوما في خطاب له أمام عشرات الآلاف الذين احتشدوا عقب مسيرة حاشدة دعت إليها حركة "حماس" مساء اليوم في مدينة غزة: "هذه المعركة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، وأحيت المشاعر من جديد لأبناء الأمة العربية والإسلامية."
وأشار إلى أن المقاومة خاضت هذه المعركة بكل اقتدار فبدأتها وأنهتها بضرب حيفا، مشيدًا بها وبصمود أهل غزة الذين احتضنوا المقاومة، وكذلك وقوف أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى جانبهم، ووقوف كل العرب والمسلمين وأحرار العالم معهم.
ووصف هنية أهل غزة بأنهم عنوان المرحلة، مؤكدا أنهم يحتفلون اليوم بعيد النصر.
وقال: "كل عام وغزة منتصرة وترسم الطريق نحو القدس والأقصى وتعبد الطريق لعودة المشردين إلى ديارهم."
وحيا هنية الشهداء الذين سقطوا في هذه الحرب، على رأسهم قادة كتائب القسام في رفح رائد العطاء ومحمد ابو شمالة ومحمد برهوم، معتبرًا أنهم رموز لانتصار الشعب الفلسطيني في هذه المعركة.
كما حيا كل كتائب المقاومة على رأسها كتائب القسام، مؤكدًا أن غزة وخلال السنوات الماضية كانت حاضنة المقاومة، مدللا على ذلك وجود كل فصائل المقاومة في الميدان وليس كتائب القسام فقط.
وأكد هنية أن هذه الحرب لم يسبق لها مثيل في تاريخ الدولة العبرية.
وقال:"حرب لم يسبقها في تاريخ العدو مثيل لها شهدت مقاومة باسلة ، أذهلت العالم، وشعب عظيم ابهر بصموده العالم، وتلاحم بين الشعب والمقاومة، فصنع هذا الانتصار في هذه الحرب".
وأشار إلى هذا الانتصار هو ابعد من حدود الزمان والمكان، ولا يمكن تلخصه بكلمات او مقالات أو خطب.
وأكد أن هذه المعركة كشفت عن منحنى تطور المقاومة خلال الثماني سنوات الماضية، في إشارة منه إلى فوزهم في الانتخابات عام 2006 وتشكلهم للحكومة الفلسطينية .
وقال هنية: "نحن نفتخر في غزة أننا احتضنا المقاومة وفصائلها وحتى في سنوات وجدنا في الحكم".
وأضاف: "إن الحكم لم يشغلنا على احتضان المقاومة، وشرعنا وجدها، وفرنا لها الأمن والدعم اللوجستي ولاحقنا العملاء، لذلك على غزة أن تفخر أنها كانت حاضنة المقاومة".
وأكد أن الانتصار في هذه الحرب كان أضعاف الانتصار في الحربين السابقين على غزة.
وقال: "تراكم السنين وعمل جاد من الجهد والجهاد والاستعداد ليس فقط لمعركة في غزة ولكن لمعركة التحرير الشامل في فلسطين والقدس والأقصى، وتطور في خطط المقاومة خطط الهجوم قبل الدفاع".
وأشار إلى صمود أهالي غزة رغم ما تعرضوا له من عدوان، معتبرًا أن كل أبناء غزة كانوا أبطال، مؤكدًا أن هذا الصمود كان هو السبب في ثبات ونصر المقاومة وما اسماه "الحاضنة الشعبية.
كما أشاد هنية بأهالي المناطق الحدودية الذين تصدوا للحرب البرية وقال: "المناطق الحدودية
كسروا اليد الطويلة لجيش العدو، وعلى حدود غزة مرغوا أسطورة الجيش الذي لم يقهر".
وأضاف: "جيش العدو لم يدخل عزة وعلى حدود غزة كسرت يده".
وتاتع: "المجاهدون كانوا يتلاعبون في جنود الاحتلال، وخرجوا لهم من كل مكان، فقتلوا واسروا منهم".
وأشار هنية إلى أن تدمير الأبراج السكنية في نهاية الحرب لم يمنع الناس من الاحتفال بالنصر.
واعتبر أن دماء الأطفال والشهداء أغلى بكثير من منزله ومنازل قيادات "حماس" التي تم تدميرها، وقال: "والله إن داري لا تساوي قطرة دم من طفل من أطفال فلسطين."
وبدا عند الساعة السابعة من مساء الثلاثاء (26|8) سريان وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد 51 يوما من القتال.
وتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2143 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.