أكد عدد من المسؤولين والأخصائيين التربويين في الشارقة، خلال مشاركتهم في الجلسة الثالثة للدورة الـ16 من مجلس شورى أطفال الشارقة، أن دراسة أجريت على عدد من المدارس بالإمارة، كشفت أن 33% من الطلبة تعرضوا للتنمر.
وأشاروا إلى أن نسبة التنمر في مدارس الأولاد تزيد على مدارس الإناث 15%، لافتين إلى أن الجهات المعنية بالشارقة وضعت جملة من الحلول للحد من الظاهرة والقضاء عليها.
وأكدت المستشار النفسي في نيابة الأسرة والطفل بدائرة القضاء بأبوظبي، هند البدواوي، أن هناك ستة أسباب لوجود التنمر وانتشاره بين الطلبة، أهمها الأنماط التربوية الخاطئة، التي يستخدمها أولياء الأمور في تربية أطفالهم، والتي تساعد الطفل في عدم قدرته على التعبير عن رأيه، وعدم وجود ضوابط أخلاقية وسلوكية عند الطفل نفسه، وعدم تطوير قدرات الأطفال بالمدارس وداخل المنازل، ووجود مواقع الـ«سوشيل ميديا» وتأثيراتها المتنوعة على الطلبة، ووجود إخفاق في القدرة على توعية الأطفال من قبل أسرهم، ما يؤدي إلى خلق سلوكيات عنف لديهم، وعدم وجود ضوابط قانونية للحد من السلوكيات السلبية.
وأكدت أن هناك أربعة حلول مهمة لمحاربة التنمر في المدارس، أولها زيادة الوعي المجتمعي، وتعريفهم بالتنمر والوقاية منه، وإيجاد قنوات مشتركة لسن قوانين موحدة بالمدارس من شأنها الحد من التنمر، وعمل برامج إرشادية للأسر والمعلمين بمعايير التربية الصحيحة التي من خلالها يستطيع الطفل أن ينشأ على قوة الشخصية دون لجوئه للعنف أو التمرد، وإيجاد برامج مجتمعية لعملية توظيف طاقات الطفل.
وقالت خبير رقابة في هيئة الشارقة للتعليم الخاص، علياء الشامسي، إن «التنمر والإيذاء الجسدي يمارسان على الطلبة الضعفاء بالمدارس»، مشيرة إلى أن الدراسات كشفت ارتفاع نسبة التنمر بمدارس الذكور 15% عن مدارس الإناث، مؤكدة أن الهيئة تسعى لرصد جميع التجاوزات من قبل الطلبة، بالتعاون مع إدارات المدارس، لحلها، إذ إن الحالات تختلف عن بعضها بعضاً.
وتابعت أن «أكثر أنواع التنمر الذي يمارس في المدارس هو التنمر اللفظي»، مشيرة إلى رصد العديد من أنواع التنمر الذي حدث في المدارس والحافلات بالشارقة، ومعالجتها جميعها بالتواصل مع أولياء الأمور، وتوعية الطالبة الذين مارسوا التنمر، بالتعاون مع أخصائيين اجتماعيين في كل مدارس الإمارة، لافتة إلى أن الهيئة والمدارس بالشارقة تبذلان جهوداً كبيرة للحد من التنمر، عبر إطلاق العديد من المبادرات التوعوية والاجتماعات الدورية مع أولياء الأمور.
وبيّنت أن كل مدرسة يوجد بها مرشد لمساعدة الطلبة، إذ يستطيع الطالب إبلاغه عن تعرضه للتنمر في أي وقت، وذلك حتى ينعم ببيئة دراسية جيدة، لافتة إلى أن الهيئة في طور تطبيق قوانين خاصة لحماية الأطفال من التنمر بالمدارس.
ولفتت إلى أن القانون بالمدارس يعطي للطالب 80 نقطة، وفي كل تجاوز أو سلوك سلبي له يتم خصم مجموعة من هذه النقاط، وبعدها يتم إبلاغ ولي أمره بالسلوك الذي اتبعه طفله، وتوعيته بأهمية إرشاده إلى الطرق السليمة للتعامل مع زملائه.
وبيّنت أن من أهم الحلول التي وضعتها الهيئة للحد من التنمر إطلاق مبادرة «أنا متسامح» لمعالجة التنمر، وهي موجهة إلى جميع الفئات من المعلمين والطلبة وأولياء الأمور والعاملين بالمجال التربوي.
وأكدت مدير «سلامة الطفل» بالشارقة، هنادي اليافعي، أن دراسة أعدتها جامعة الشارقة، كشفت عن تعرض 33% من الطلبة للتنمر، تم الإبلاغ عنهم لدى إدارات مدارسهم، لافتة إلى إطلاق مبادرة «سفراء الأمن الإلكتروني»، التي تضم 24 طفلاً، منهم ثلاثة أطفال من أصحاب الهمم، لرفع وعي السفراء بالتنمّر الإلكتروني، وتمكينهم من توعيّة أقرانهم وزملائهم بمبادئ الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي.