ناقش الباحثان ميشيل دان وناثان براون في مجلة "فورين بوليسي" الدور المصري السلبي في إطالة أمد الحرب في غزة.
وجاء في التقرير الذي نشرته المجلة: "مع مضي المفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار في القاهرة، العداوة المستحكمة بين إسرائيل وحماس ليست العامل الوحيد الذي يعقد المفاوضات، ولكن الوسطاء المصريين، فالسياسة الداخلية المصرية التي يحيطها عنف ومخاطر أكثر مما كانت عليه في عهد حسني مبارك، تدخلت في محاولات وقف إطلاق النار، حيث تحاول الحكومة التي يسيطر عليها العسكر في القاهرة استخدام المحادثات كجزء من الحرب على الإخوان المسلمين".
ويضيف الباحثان أن "التحول الخبيث من وسيط ، لطرف له مصلحة ، قاد لحرب دموية وطويلة أطول مما كان يجب. وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يقوم التحالف المصري- الإسرائيلي بإضعاف حماس، جلبت هذه الاستراتيجية أثارا سلبية على الجبهة الدبلوماسية.
فرغم الضربة الدامية التي تلقتها حماس -ومعظم سكان غزة- إلا أن الحرب قادت لكسر التابو الدولي الذي يحرم التعامل مع حماس، التي نبذت في السابق".
تتابع المجلة، بعد الإطاحة بمرسي في تموز/يوليو 2003 بانقلاب قاده عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع في حينه وأصبح الآن رئيسا، تغيرت السياسة المصرية تجاه غزة وجعلها جزءا من أجندته المحلية والدولية. فهو يستخدم غزة من أجل تنفيذ قمعه المستمر ضد الإخوان المسلمين، وهي جهود تساعد على تعزيز تحالفه مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
تشير تسريبات المجلة إلى أن مصر وسلطة محمود عباس وعدد من الدول العربية رفضت التدخل لتجنيب الشعب الفلسطيني في غزة عدوانا غير مسبوق معظم ضحاياه من المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، كون هذه الأطراف تعتبر نفسها في مواجهة مع "الإخوان المسلمين" وليس مع شعب يقع تحت الاحتلال. ويستغل السيسي جواره الجغرافي لقطاع غزة كورقة مساومة وابتزاز ليس للمقاومة فقط، وإنما لحلفائه الآخرين الذين تتقاطع مصالحهم لخنق المقاومة.