تمكّن أحد أفراد شرطة أبوظبي من إنقاذ حياة ثلاث مواطنات حاصرتهن النيران داخل منزلهن، الذي كان يحترق في منطقة بني ياس، إذ لم يتردّد الرقيب راشد محمد بن حريز الظهوري، من مديرية شرطة المناطق الخارجية في أبوظبي، من اقتحام مكان الحريق الذي كان مليئاً بالدخان الكثيف، وإخراج المحاصرات خلال 10 دقائق.
ويروي الظهوري (31 عاماً) تفاصيل قصته بالقول: «إنه فور تلقي بلاغ بوقوع حريق داخل إحدى الفلل في منطقة بني ياس، توجهت الدورية الأمنية - التي كان يقودها - إلى مكان الحادث، لتأمين سلامة السكان، حيث شاهد وسمع استغاثة أفراد الأسرة المحاصرين من نافذة الطابق الثاني، وقام على الفور بمساعدة رجال الدفاع المدني، وتسلق سلم سيارة الإطفاء، وتمكن من إخراج طفلة (10 سنوات) من نافذة المنزل محمولة على كتفه، ثم عاد مرة أخرى ودخل من نافذة الطابق الثاني وساعد سيدة مسنة، وفتاة في العشرينات، على الخروج من الغرفة، عبر الدرج الداخلي للمنزل، بدعم من رجال الدفاع المدني، الذين باشروا عمليات الإطفاء وتهدئة ألسنة النيران»، ويضيف أن «المحاصرات في الحريق كن يعانين صعوبة في التنفس بسبب الدخان المتصاعد، ويخرجن رؤوسهن من نافذة المنزل، ليتمكّن من التنفس والبقاء على قيد الحياة»، لافتاً إلى أن «ردة فعله السريعة واستجابته لاستغاثة الضحايا، أسهمتا بشكل كبير في إنقاذ حياتهن».
ويتابع الظهوري بالقول أنه «بعد انتهاء مهمته شعر بإنهاك بسبب دخان الحريق، وإصابته بالتواء في فقرة بالظهر، دخل على إثرها المستشفى لمدة أسبوع، حيث تماثل للشفاء»، مشيراً إلى أن «إسهامه في إنقاذ حياة الناس واجب وعمل إنساني، لن يتردّد في تكراره مع أي حادث في المستقبل، والتضحية بنفسه في سبيل تقديم المساعدة للآخرين».
وقدّم في ختام حديثه الشكر إلى القيادة العامة لشرطة أبوظبي، التي أولت عناصرها التدريب الكافي للقيام بمثل هذه المهام، وأرست في نفوسهم قيم التضحية والعمل الإنساني، مشيراً إلى أن «مهمته هي التعامل مع بلاغات الحوادث وتقديم المساعدة للضحايا».
وكرّمت شرطة أبوظبي الرقيب راشد محمد الظهوري، ومنحته ميدالية الإنقاذ من الطبقة الثانية، لدوره البطولي في إنقاذ حياة ثلاث مواطنات حاصرتهن النيران داخل المنزل.
وأثنت على جهوده في سرعة التعامل مع الحادث، ودوره الإنساني الفاعل في إنقاذ حياتهن، مؤكدة على اهتمام القيادة الشرطية وحرصها على تكريم المتميزين، وتقدير جهودهم وتحفيزهم لتطوير آلية العمل.