ألغى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الجمعة (27|6) ، قراراً أصدره أحمد طعمة الخضر رئيس حكومة المعارضة المؤقتة التابعة للائتلاف، وقضى بحل المجلس العسكري الأعلى التابع لهيئة أركان الجيش الحر، وإحالة أعضائه إلى «التحقيق». وفي وقت سابق أمس أفاد بيان نشرته صفحة الحكومة المؤقتة على فيسبوك، أن طعمة حل المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر وأقال رئيس هيئة الأركان العامة العميد عبد الإله البشير مكلفاً العميد عادل إسماعيل بتسيير الهيئة، دعياً «القوى الثورية الفاعلة على الأرض» بالداخل لتشكيل مجلس الدفاع العسكري وإعادة هيكلة شاملة للأركان خلال شهر.
وفي أول رد فعل له، اعتبر أحمد الجربا رئيس الائتلاف المعارض ومجلس القيادة العسكري الأعلى للجيش الحر، أن قرار رئيس الحكومة المؤقتة بإقالة هيئة الأركان والمجلس العسكري الأعلى «خطأ قانوني جسيم»، لأنه خارج عن إطار صلاحية الحكومة، كما أنه يخالف المادة 31 من النظام الأساسي للائتلاف والذي يقضي بتبعية القيادة العسكرية للائتلاف مباشرة، وشددا على أن الجهة الوحيدة المخولة بتشكيل أو حل المجلس العسكري هي القيادات العسكرية التي أسست هذه المجلس.
ويأتي هذا التطور الذي يعكس حدة الصراعات في صفوف المعارضة السورية، غداة طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونجرس الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار للمساعدة في «تدريب وتجهيز» المعارضة السورية «المعتدلة»، بالتزامن مع الهجوم التي يشنه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في شمال العراق، وتوسع نفوذه في سوريا. في وقت قالت فيه وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» الليلة قبل الماضية أن وزير الدفاع تشاك هاجل طلب من معاونيه وضع خطط أكثر تفصيلًا لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين إذا وافق الكونجرس على التمويل بحسب ما طلب البيت الأبيض. وأكد مصدر في الائتلاف أن هذا التباين الحاد، يشكل انعكاساً لـ «صراع عميق بين مراكز قوى» في أوساط القيادات السياسية للمعارضة السورية، بالتزامن مع تراجع عسكري ميداني لمقاتليها في العديد من الجبهات.
وأفاد بيان بيان الحكومة المؤقتة أن طعمة أصدر قراراً بحل مجلس القيادة العسكرية العليا وإحالة أعضائه إلى هيئة الرقابة المالية والإدارية في الحكومة المؤقتة للتحقيق. وشمل القرار «إقالة رئيس الأركان العميد عبدالاله بشير وتكليف العميد عادل إسماعيل بتسيير شؤون هيئة الأركان العامة»، داعياً «القوى الثورية الأساسية الفاعلة على الأرض في سوريا» لتشكيل مجلس الدفاع العسكري وإعادة هيكلة شاملة للأركان خلال شهر من تاريخه».